فيلم "اللد" في قلب الجدل: بين قمع الرواية الفلسطينية وتصاعد التحريض الإسرائيلي

اللد.jpg

تصاعدت ردود الفعل في إسرائيل بعد عرض الفيلم الوثائقي "اللد"، الذي يتناول تاريخ الفلسطينيين في مدينة اللد خلال نكبة عام 1948، وما تلاها من تغييرات ديموغرافية. الفيلم، الذي أخرجه الفلسطيني رامي يونس والأميركية اليهودية سارة إيما فريدلاند، قوبل بمنع عرضه في مسرح "السرايا" العربي في يافا، وتحركات حكومية تهدد بوقف التمويل عن دور السينما التي تعرضه.

الرقابة والضغط السياسي

طلب وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، ميكي زوهر، من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش دراسة قطع التمويل عن دار السينما "سينماتك تل أبيب" بسبب عرض الفيلم. وصف زوهر الفيلم بأنه "تحريضي وكاذب"، زاعمًا أنه يقدم صورة غير واقعية عن تاريخ اللد وممارسات الجيش الإسرائيلي خلال نكبة 1948.

وفي سياق مماثل، استجابت الشرطة الإسرائيلية سريعًا لمطالبات الناشط اليميني شاي غليك بمنع عرض الفيلم في يافا، مدعية أن العرض لم يحصل على التصريح اللازم، ووجهت تحذيرًا رسميًا لمدير المسرح.

فيلم يواجه الرقابة والعنف

يتناول فيلم "اللد" النكبة الفلسطينية من خلال مزيج من التوثيق التاريخي والخيال العلمي. يقدم الفيلم صورة بديلة عن مدينة اللد، مستعرضًا كيف كان يمكن أن تبدو لولا الاحتلال والنكبة.

وقالت مخرجة الفيلم، سارة فريدلاند، إن المنع يعكس "اتجاهاً نحو الفاشية"، مضيفة: "حظر الفيلم يظهر نوع التاريخ الذي ترغب دولة إسرائيل في حجبه عن مواطنيها".

رامي يونس يرد على التحريض

وصف رامي يونس، مخرج الفيلم، التحريض عليه بأنه محاولة لتصنيفه ظلماً في خانة "معاداة السامية"، قائلاً: "أنا معادٍ للاحتلال وجرائمه، وليس لليهود". وأضاف: "التحريض يستهدف إخفاء حقيقة أن هناك يهوداً في العالم يعارضون الصهيونية ويناصرون الحق الفلسطيني".

نجاح دولي رغم المنع المحلي

رغم المنع في إسرائيل، بدأ الفيلم جولة عروض دولية ناجحة في الولايات المتحدة بعد عرضه الأول في مهرجان عمّان السينمائي الدولي، حيث فاز بجائزتي أفضل فيلم وثائقي وجائزة النقاد السينمائيين.

واختتم يونس حديثه قائلاً: "الفيلم ليس مجرد سرد للتاريخ، بل محاولة لتقديم رواية بديلة تجمع بين الوثائقي والخيال العلمي، لخلق نقاش أعمق حول النكبة وتبعاتها".

مستقبل حرية التعبير في خطر
من جانبها، طالبت 14 منظمة ثقافية وفنية إسرائيلية المدعي العام بالتدخل لحماية حرية التعبير، مؤكدة أن دور الشرطة هو حماية هذا الحق وليس قمعه. ومع تصاعد التحريض ضد الفيلم وصناعه، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل حرية التعبير في إسرائيل، خصوصًا في ظل الحكومة اليمينية الحالية.

صحيفة الايام

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - فلسطين