بعد أسابيع من التفاؤل حول قرب التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، تشهد المفاوضات عرقلة جديدة مع تصاعد المطالب المتبادلة. في الوقت الذي تطالب فيه حماس بتعهد إسرائيلي بإنهاء الحرب كجزء من صفقة شاملة، تؤكد الحكومة الإسرائيلية رفضها لهذه المطالب وتستعد لتغيير استراتيجياتها إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل 20 يناير/كانون الثاني 2025، موعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه.
تعثر المفاوضات وعودة التصعيد
ذكرت مصادر إسرائيلية لصحيفة "يسرائيل هيوم" أن حماس انسحبت من التسهيلات التي قادت إلى استئناف المحادثات، وتطالب مجددًا بوقف الحرب كشرط لتنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة. وأكد مصدر إسرائيلي كبير أن الوضع الحالي لا يشير إلى اتفاق قريب، مضيفًا: "حتى لو قدمت حماس تنازلات فجائية، هناك شكوك حول قدرتها على تلبية الحد الأدنى من شروط إسرائيل بعد الخسائر البشرية التي تكبدتها".
كما أشار المصدر إلى أن محمد السنوار، أحد قادة حماس، يواجه مهلة ضيقة للتوصل إلى اتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض، إذ يُعتقد أن الإدارة الجديدة ستتبنى سياسات أكثر تشددًا تجاه غزة وحماس.
ترامب وسياسات أكثر صرامة
يظهر أن ترامب، الذي أعرب مرارًا عن دعمه غير المشروط لإسرائيل، مهتم فقط بتحقيق هدفين: إطلاق سراح الرهائن وتحقيق انتصار إسرائيلي ينهي الحرب. ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فإن ترامب قد يرفع القيود التي فرضتها إدارة بايدن على العمليات العسكرية، بما في ذلك القيود على شحنات الأسلحة وتقليل المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ومن المتوقع أن تتيح هذه السياسات لإسرائيل العودة إلى إجراءات صارمة، تشمل تقليص الكهرباء والمياه، وإيقاف إمدادات الوقود والمواد ذات الاستخدام المزدوج.
تخطط إسرائيل لاستغلال الدعم الأميركي المتوقع لتصعيد الضغط على غزة بوسائل متعددة، منها تقليص الإمدادات الإنسانية ومواصلة استهداف البنية التحتية للحركة. كما تعمل إسرائيل على تعزيز استراتيجية "الترحيل والمكافأة"، حيث وزعت إعلانات في غزة تشجع على قبول عروض إسرائيلية مقابل إنهاء أزمة الرهائن، لكنها لم تستغل هذه الأدوات بشكل كامل بعد.
توقعات المرحلة المقبلة
مع اقتراب تسلم ترامب للرئاسة، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الوقت المتبقي أمام حماس لقبول "صفقة الأحلام" محدود للغاية. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن إسرائيل قد تواجه ضغطًا أقل من واشنطن، مما يمنحها مساحة أكبر لاتخاذ إجراءات عسكرية ودبلوماسية أكثر صرامة ضد الحركة.
وفي هذا السياق، صرحت مصادر إسرائيلية أن أي عرقلة إضافية قد تجبر إسرائيل على "فتح أبواب الجحيم" أمام غزة، بهدف استعادة الرهائن وإنهاء تهديد الحركة. بحسب زعم الصحيفة