تصاعدت جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لتصل إلى مستوى غير مسبوق من الانتهاكات الإنسانية، حيث أصبح مستشفى كمال عدوان، الواقع في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، مسرحًا لجريمة حرب مكتملة الأركان. الهجوم على المستشفى، الذي كان يقدم خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة، كشف الوجه الحقيقي للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة التي استهدفت المرضى، الكوادر الطبية، والبنية التحتية الصحية.
اقتحام المستشفى وحرق أقسامه
عند الساعة الواحدة فجراً ، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، وفرضت حصارًا مشددًا على المبنى. أُجبر المرضى والكادر الطبي والمرافقون على النزول إلى الساحة الخارجية، بينما تم إحراق أقسام العمليات، الجراحة، الإسعاف، والمختبر بالكامل.
وأمرت قوات الاحتلال بنقل المرضى والمصابين إلى المستشفى الإندونيسي، الذي يعاني من شلل شبه كامل نتيجة نقص المستلزمات الطبية، انقطاع الكهرباء، وانعدام وجود الكوادر الطبية. هذا الإجراء جعل حياة المرضى مهددة بشكل مباشر.
استشهاد الكوادر الطبية وقطع الاتصالات
استشهد خمسة من الكوادر الطبية، بينهم طبيب الأطفال أحمد سمور، وأخصائية المختبرات إسراء أبو زايدة، في حين انقطعت كافة وسائل الاتصال مع المتواجدين داخل المستشفى، ما زاد من تعقيد الوضع.
الأوضاع الإنسانية في المستشفى: كارثة متفاقمة
مرضى يواجهون الموت
داخل المستشفى، احتُجز 91 مريضًا وسط الحريق وانتشار الدخان الكثيف، مع نقص حاد في المعدات الطبية والمواد الأساسية كالأدوية والأوكسجين.
خطر الفقدان الكامل للخدمات الطبية
مع حرق كافة المرافق الحيوية، بما فيها الصيانة ووحدات الإسعاف، أصبح المستشفى خارج الخدمة تمامًا، ما يُنذر بكارثة صحية وبيئية لسكان شمال القطاع.
كما فرض جيش الاحتلال حصارًا خانقًا على المستشفى، مُهددًا باعتقال مديره الدكتور حسام أبو صفية. ويُعد هذا التهديد جزءًا من استراتيجية متعمدة لإرهاب الطواقم الطبية وشل القطاع الصحي في المنطقة.
ردود الفعل الفلسطينية والدولية
الرئاسة الفلسطينية: جريمة حرب واضحة
وصفت الرئاسة الفلسطينية إحراق مستشفى كمال عدوان بأنه جريمة حرب مكتملة الأركان، وشددت على أن هذه الجريمة تمثل تجاوزًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني الذي يضمن الحماية للمرافق الطبية أثناء النزاعات.
وطالبت الرئاسة المؤسسات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود، بالتدخل الفوري لوقف الجرائم الإسرائيلية وتوفير الحماية للمرضى والطواقم الطبية.
نداء المجلس الوطني الفلسطيني
أدان المجلس الوطني الفلسطيني الكارثة، مشيرًا إلى أن خيام النازحين في غزة تحولت إلى "ثلاجات موتى"، مع وفاة أطفال وشيوخ يوميًا نتيجة البرد القارس والأمراض، في ظل انعدام الخدمات الأساسية واستمرار العدوان.
مجازر الاحتلال في غزة: أرقام صادمة
منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 45,436 فلسطينيًا، وأصيب 108,038 آخرون. تشير التقارير إلى وجود مئات الجثث تحت الأنقاض في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب القصف المستمر.
خلال الـ24 ساعة الماضية، ارتكب الاحتلال ثلاث مجازر جديدة بحق العائلات الفلسطينية، ما أسفر عن استشهاد 37 مواطنًا وإصابة 98 آخرين.
صمت دولي ووصمة عار على جبين الإنسانية
إن الهجوم على مستشفى كمال عدوان، إلى جانب استمرار الحصار والقصف على قطاع غزة، يعكس استهتار الاحتلال الإسرائيلي بكل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية. في المقابل، يُقابل العالم هذه الجرائم بصمت مطبق، تاركًا الشعب الفلسطيني وحده يواجه الكارثة.
تُعد مأساة مستشفى كمال عدوان شهادة على فظاعة العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. هذه الجريمة تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا ليس فقط لوقف الهجوم، بل لمحاسبة الاحتلال على جرائمه، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين والمرافق الطبية. إن استمرار الصمت الدولي يُعمّق الجراح الفلسطينية ويُشكّل وصمة عار على جبين الإنسانية.