في ظل برد قارس وانعدام مقومات الحياة، أفادت مصادر طبية بوفاة رضيع خامس خلال أقل من أسبوع في قطاع غزة بسبب البرد وانخفاض درجات الحرارة. وكان الرضيع جمعة البطران، الذي لم يتجاوز عمره شهرًا، آخر الضحايا، بينما يعاني شقيقه التوأم، علي، من تدهور خطير في حالته الصحية داخل خيمة نزوح في دير البلح وسط القطاع.
كارثة إنسانية تفتك بالأطفال
تشير التقارير إلى وفاة أربعة أطفال حديثي الولادة تتراوح أعمارهم بين 4 و21 يومًا في الأيام الماضية نتيجة البرد الشديد. وتسبب انعدام الأمن الغذائي بين الأمهات النازحات في تفاقم معاناة الأطفال، مما أدى إلى ظهور حالات مرضية جديدة.
وبحسب الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، فإن طفلة حديثة الولادة تدعى سيلا محمود الفصيح، توفيت قبل يومين بعد أن تجمدت حتى الموت في مخيم المواصي بخان يونس. وقد وثقت لقطات جسدها الصغير الملفوف بأكفان بيضاء، فيما كان والدها يحتضنها وسط مشاعر من اليأس والحزن.
تأثير الحرب والحصار على الأطفال
مع استمرار العدوان الإسرائيلي لليوم الـ450، تواجه غزة وضعًا كارثيًا، حيث نزح أكثر من 90% من السكان، وفقدت المستشفيات قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية بسبب القصف والحصار. ووفقًا لوزارة الصحة، فقد تسبب العدوان في مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني، نصفهم من النساء والأطفال، في حين يُقتل طفل واحد كل ساعة وفق تصريحات وكالة "الأونروا".
تحذيرات دولية وغياب الحلول
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن معظم الأطفال النازحين يرتدون ملابس صيفية خفيفة، رغم قسوة الشتاء، مما يجعلهم عرضة لخطر الموت بسبب البرد. وأكدت المديرة التنفيذية لليونيسيف، كاثرين راسل، أن عام 2024 كان من أسوأ الأعوام المسجلة للأطفال في مناطق النزاعات، حيث تُحرم أجيال كاملة من حقها في الحياة والتعليم والرعاية الصحية.
وأضافت راسل: "لا يمكن للعالم أن يقبل بأن يصبح موت الأطفال نتيجة البرد أو النزاعات أمرًا معتادًا. يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته لإنهاء معاناة الأطفال وضمان حقوقهم".
دعوات لإنقاذ الأطفال
دعت اليونيسيف والمنظمات الدولية أطراف النزاع في غزة والمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لتوفير المأوى الدافئ، الغذاء، والرعاية الصحية للأطفال وأسرهم، ووقف الانتهاكات الجسيمة التي تهدد مستقبل جيل كامل.
في وقت يعيش فيه أكثر من 473 مليون طفل في مناطق نزاعات حول العالم، تمثل مأساة أطفال غزة شهادة حية على الفشل الدولي في حماية الفئات الأكثر ضعفًا. ومع كل يوم جديد، يزداد عدد الأطفال الذين يفقدون حياتهم بسبب الحرب والبرد، في حين تستمر المعاناة دون رادع أو أفق للحل.