السينما الفلسطينية تتألق في عام 2024: إنجازات غير مسبوقة في الساحة الدولية

«من المسافة صفر» مشروع سينمائي يضم 22 فيلماً صوّرت خلال الحرب في غزة (الشرق الأوسط).webp

شهد عام 2024 تألقًا لافتًا للسينما الفلسطينية على الساحة العالمية، حيث حققت أفلام فلسطينية عديدة إنجازات مرموقة في مهرجانات دولية وعربية، ما عزز من حضورها وتأثيرها عالميًا، سواء على مستوى الجوائز أو لدى جمهور منصات العرض الرقمية ودور السينما.

الأوسكار وأفلام غزة تحت الحصار

أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة اختيار مشروع الأفلام "من المسافة صفر" لتمثيل فلسطين في المنافسة على جائزة أوسكار لأفضل فيلم دولي، بينما ترشح الفيلم القصير "برتقالة من يافا" لجوائز أوسكار عن فئة الأفلام القصيرة. يبرز المشروع الذي أشرف عليه المخرج رشيد مشهراوي كأيقونة فنية، إذ يضم 22 فيلمًا قصيرًا أُنتجت داخل قطاع غزة خلال الحرب المستمرة منذ 14 شهرًا، موثقة أحداثًا دامية بروح إبداعية رغم قسوة الظروف.

جوائز دولية لأفلام فلسطينية

فاز فيلم "برتقالة من يافا" للمخرج محمد المغني بجوائز مرموقة، منها الجائزة الكبرى في مهرجان كليرمونت فيرون بفرنسا، وجائزة "البرج الذهبي" بمهرجان القاهرة السينمائي. كما شهد مهرجان الجونة السينمائي فوز الفيلم الروائي الطويل "شكرًا لأنك تحلم معنا" للمخرجة ليلى عباس بجائزة أفضل فيلم عربي طويل، إلى جانب تتويجه بجوائز أخرى مثل أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان "الديك الذهبي" بالصين.

وثائقيات تروي قصص المقاومة والإنسانية

برز الفيلم الوثائقي "حالة عشق: غسان أبو ستة" للمخرجة كارول منصور كأحد أبرز الأعمال الفلسطينية لهذا العام، محققًا جوائز عديدة من مهرجانات مثل "كرامة" لأفلام حقوق الإنسان بالأردن. الفيلم يسلط الضوء على حياة الجرّاح الفلسطيني غسان أبو ستة خلال الحرب على غزة. كما حصد فيلم "الحياة حلوة" للمخرج محمد الجبالي جوائز في مهرجانات كبرى، من بينها "جائزة الجمهور" في مهرجان كرامة.

أعمال سينمائية تتجاوز الحدود

تميز الفيلم الوثائقي "ذاكرتي مليئة بالأشباح" للمخرج أنس زواهري بتوثيقه ذاكرة الصراع الفلسطيني-السوري، محققًا جوائز في مهرجانات مثل الجونة السينمائي والدنمارك. فيما سلط فيلم "غزة: صوت الحياة والموت" للمخرج حسام أبو دان الضوء على يوميات الحرب في القطاع من زاوية إنسانية جديدة.

إشادات عالمية وتحديات الإنتاج

من بين الأفلام التي نالت إعجاب النقاد العالميين، فيلم "ما بعد" للمخرجة مها حاج، الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان لوكارنو السينمائي. يعكس الفيلم الصراع الفلسطيني من خلال قصة إنسانية مؤثرة، محققًا نجاحًا في مهرجانات دولية.

وأكدت المخرجة ليلى عباس، التي استغرق إنتاج فيلمها "شكرًا لأنك تحلم معنا" ستة أعوام، أن صناعة الأفلام في فلسطين تتطلب جهودًا استثنائية بسبب نقص التمويل وصعوبة الظروف السياسية والاجتماعية، مشددة على أهمية قضايا مثل حقوق النساء في تناولها لموضوع الميراث في فيلمها.

السينما الفلسطينية: أداة مقاومة ثقافية

أثبتت السينما الفلسطينية في عام 2024 قدرتها على تجاوز الحدود، لتروي للعالم قصصًا تعكس معاناة شعبها وآماله. ورغم التحديات، أصبحت الأفلام الفلسطينية نافذة مهمة لعرض الواقع الفلسطيني، سواء عبر الوثائقيات أو الأفلام الروائية، في مشهد فني يؤكد على قوة الكلمة والصورة في مواجهة الاحتلال والاضطهاد.

صحيفة الايام 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - فلسطين