محفظة "بال باي" طوق نجاة لآلاف الأسر الفقيرة والمهمشة في غزة: نموذج للتكيف مع الأزمات

بال باي فلسطين.jpg

وسط أزمة اقتصادية خانقة تعصف بقطاع غزة، أصبحت محفظة "بال باي" الرقمية بارقة أمل لآلاف الأسر الفقيرة والمهمشة. هذه الأسر التي تعاني من شح السيولة النقدية وانعدام الأمن الغذائي وجدت في هذه المحفظة وسيلة آمنة وفعالة للحصول على المساعدات المالية والرواتب، مما ساهم في تحسين ظروفها المعيشية والعمل في قطاعات مختلفة.

أداة فعالة في ظل الأزمات

تُستخدم محفظة "بال باي" على نطاق واسع في تحويل المساعدات المالية من قبل مؤسسات دولية كبرى مثل برنامج الغذاء العالمي واليونيسف، بالإضافة إلى شركات القطاع الخاص. توفر المحفظة وسيلة سهلة وسريعة لصرف المساعدات، وهو أمر بالغ الأهمية في قطاع يعاني من قيود على حركة الأموال وتفشي الاستغلال في ظل غياب سياسات مالية مستقرة نتيجة استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.

أوشارت مصادر في المنظمات الدولية مثل اليونسف وبرنامج الغذاء العالمي إلى أن المحفظة تُستخدم لصرف المساعدات النقدية لآلاف الأسر التي تعتمد عليها لسد احتياجاتها الأساسية. ووفقًا لليونيسف، تساعد المحفظة في ضمان وصول المساعدات بشكل آمن، مما يقلل من مخاطر التلاعب أو السرقة التي قد تتعرض لها الأسر في الظروف العادية.

تعزيز الأمن الغذائي والاقتصادي

تشير الإحصاءات إلى أن محفظة "بال باي" لعبت دورًا محوريًا في دعم الأسر الفقيرة من خلال:

•    تخفيف أزمة السيولة: تسهيل الوصول إلى السيولة النقدية لتلبية الاحتياجات اليومية.

•    تعزيز الأمن الغذائي: تمكين الأسر من شراء الغذاء والمواد الأساسية مباشرة باستخدام الأموال المحولة.

•    خلق فرص عمل: ساهمت المحفظة في تمكين العديد من الأفراد للعمل في قطاعات مثل النظافة والخدمات المجتمعية، مما وفر دخلاً مستقراً للأسر.

شهادات حية من المستفيدين

تحدثت أم أحمد، وهي أم لخمسة أطفال، عن تجربتها مع "بال باي": "قبل المحفظة، كنا نعاني من تأخير في الحصول على المساعدات أو ندفع تكاليف إضافية للوصول إليها. الآن يمكنني الحصول على المال مباشرة واستخدامه لتلبية احتياجات أطفالي".

محفظة بال باي: الحل وبدون تكاليف

تقدم محفظة "بال باي" تجربة مصرفية رقمية سهلة وآمنة، حيث يمكن لأي شخص فتح المحفظة مجانًا وبدون أي تكاليف عملية فتح المحفظة تتم بسرعة عبر تطبيق "بال باي"، ما يجعلها الخيار الأمثل للأفراد الباحثين عن حلول مالية رقمية متطورة دون الحاجة إلى تحمل أعباء رسوم إضافية.

تحديات ما زالت قائمة

على الرغم من النجاح الكبير لمحفظة "بال باي"، إلا أن التحديات لا تزال قائمة. تعاني الأسر في غزة من نقص كبير في الموارد المالية، وزيادة في معدلات البطالة، وتفاقم الفقر. كما أن ارتفاع معدلات الاستغلال يشكل عائقاً إضافياً أمام الأسر للاستفادة المثلى من المساعدات التي تصلها.
شراكات دولية لتعزيز الاستفادة

تشكل محفظة "بال باي" نموذجًا للتعاون بين المؤسسات الدولية والمحلية في تقديم الدعم المالي المباشر للأسر المحتاجة. ومع استمرار الأزمات الاقتصادية، تسعى المؤسسات الدولية مثل برنامج الغذاء العالمي واليونيسف لتوسيع نطاق المساعدات عبر هذه المحفظة، باعتبارها وسيلة آمنة وفعالة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه.

تثبت محفظة "بال باي" أن الابتكار المالي يمكن أن يكون حلاً عمليًا للتحديات الإنسانية والاقتصادية في مناطق الأزمات. في قطاع غزة، حيث شح الموارد وغياب الأمن الاقتصادي يشكلان واقعًا يوميًا، أصبحت المحفظة الرقمية جزءًا لا يتجزأ من حياة آلاف الأسر، ومثالًا على كيفية تسخير التكنولوجيا للتخفيف من معاناة المجتمعات الأكثر تضررًا من الحروب والنزاعات مثل ما يجري في قطاع غزة المحاصر.

المصدر: خاص وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة