بيروت - انتخب البرلمان اللبناني اليوم (الخميس) قائد الجيش، جوزيف عون، رئيسًا للجمهورية، بعدما حصل على 99 صوتًا في الجولة الثانية من التصويت، وذلك عقب فشل الجولة الأولى في تأمين النصاب اللازم لانتخابه.
وبانتخابه، يصبح عون الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية، والخامس من بين قادة الجيش الذين يصلون إلى سدة الرئاسة، والرابع على التوالي.
في أول كلمة له عقب أدائه اليمين الدستورية رئيسًا للبنان، قال الرئيس جوزيف عون، اليوم الخميس، "شرفني السادة النواب بانتخابي رئيسًا وهو أعظم وسام أناله".
وأضاف "عون"، في كلمته بعد أداء اليمين الدستورية أمام البرلمان، "لبنان هو من عمر التاريخ، وصفتنا الشجاعة وقوتنا التأقلم ومهما اختلفنا فإننا عند الشدة نحضن بعضنا البعض وإذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعًا".
وأكد أنه يجب تغيير الأداء السياسي في لبنان، قائلًا: "عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات".
وتابع: "إذا أردنا أن نبني وطنًا فإنه علينا أن نكون جميعًا تحت سقف القانون والقضاء".
وأوضح أن التدخل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال، مؤكدًا أنه لا تهاون في حماية أموال المودعين، والتمسك بالحفاظ على الاقتصاد الحر والملكية الفردية.
وقال "أتعهد بالتوسع في شبكات الضمان الاجتماعي والاهتمام بالتعليم، والتعهد بتعزيز علاقات لبنان مع دول الخارج"، كما تعهد بالتمسك بمبدأ عدم توطين الإخوة الفلسطينيين حفاظًا على حق العودة.
ودعا الرئيس اللبناني لمناقشة سياسة دفاعية متكاملة بما يمكن الدولة من إزالة الاحتلال، مؤكدًا ممارسة دوره كقائد أعلى للقوات المسلحة، والعمل على ضبط الجنوب وترسيم الحدود.
وتعهد "عون" بإعادة إعمار ما هدمه الاحتلال الإسرائيلي في جميع أنحاء لبنان، والعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حق حمل السلاح.
وأشار إلى أن "عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لاختيار رئيس حكومة يكون شريكًا وليس خصمًا"، معلنًا "سنجري المداورة في وظائف الفئة الأولى ضمن الدولة كما سنقوم بإعادة هيكلة الإدارة العامة".
وأكد ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية كحكم عادل بين الأطراف السياسية، والالتزام بتطبيق وثيقة الوفاق الوطني، مضيفًا "نحن في أزمة حكم يفترض فيها تغيير الأداء السياسي".
يحظى جوزيف عون، الذي يصادف عيد ميلاده الحادي والستين غدًا (الجمعة)، بدعم خارجي قوي، خاصة من الولايات المتحدة ودول أخرى. وقد ازدادت فرصه الرئاسية عقب نجاحه في لعب دور حاسم في التهدئة الأخيرة بين إسرائيل و«حزب الله» التي وضعت حدًا لمواجهات استمرت نحو عام.
وكان عون قد تولى قيادة الجيش اللبناني منذ عام 2017، وواجه تحديات أمنية وسياسية معقدة. ورغم بلوغه سن التقاعد (60 عامًا)، تم تمديد خدمته مرتين لتجنب فراغ في القيادة العسكرية في ظل الأزمات التي يشهدها لبنان.
وجاءت جلسة انتخاب عون في سياق تغييرات إقليمية، من بينها تراجع النفوذ الإقليمي لـ«حزب الله» بعد حرب مدمرة، وانعكاسات سقوط حكم بشار الأسد في سوريا المجاورة.
يُنظر إلى انتخاب عون كرئيس على أنه خطوة جديدة في المشهد السياسي اللبناني، في ظل استمرار التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه البلاد.