إسرائيل تستعد لإطلاق 33 مختطفاً مقابل أسرى فلسطينيين وانسحاب جزئي من غزة

محتجزين إسرائيليين مع عناصر من حماس خلال تنفيذ صفقة تبادل سابقة.webp

 أفاد مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى أن إسرائيل تستعد لإتمام صفقة تبادل الاسرى مع حركة حماس، تتضمن إطلاق سراح 33 مختطفاً، غالبيتهم من المدنيين، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين. تأتي هذه التطورات في ظل مفاوضات وصلت إلى مرحلة حرجة، وسط ترتيبات تشمل وقف إطلاق النار وانسحاباً تدريجياً لجيش الاحتلال الإسرائيلي من مناطق واسعة في قطاع غزة.

تفاصيل الصفقة وآليات التنفيذ

بحسب مصادر مطلعة، تتضمن المرحلة الأولى من الصفقة إطلاق سراح النساء والأطفال، إلى جانب الرجال فوق سن الخمسين أو الذين يعانون من أمراض مزمنة. في المقابل، ستطلق إسرائيل سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، بينهم من اتُهموا بقتل إسرائيليين، مع التأكيد على عدم إطلاق سراح عناصر حركة حماس الذين شاركوا في الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي.

انسحاب تدريجي وترتيبات أمنية

في إطار الترتيبات، ستبدأ إسرائيل خلال 42 يومًا من وقف إطلاق النار انسحابًا تدريجيًا لقواتها من معظم مناطق قطاع غزة. وسيشمل الانسحاب محاور رئيسية مثل منطقة نيتزر وسط القطاع ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، مع الإبقاء على منطقة عازلة قرب الحدود الإسرائيلية.

وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن الانسحاب سيترافق مع ترتيبات أمنية مشددة لضمان عدم مرور مسلحين وأسلحة إلى شمال القطاع، مؤكدًا أن "إسرائيل لن تغادر غزة بالكامل قبل استعادة جميع المختطفين، أحياءً كانوا أم أمواتاً".

مصير المختطفين وموقف حماس

في الوقت الذي أكدت فيه إسرائيل أن معظم المختطفين المدرجين ضمن الصفقة ما زالوا على قيد الحياة، تشير التقديرات إلى احتمال وفاة بعضهم. حماس، من جانبها، لم تقدم حتى الآن معلومات نهائية عن حالة المختطفين، مما يعقّد إتمام الاتفاق.

خطوات مستقبلية للصفقة

ستبدأ المرحلة الثانية من الصفقة في اليوم السادس عشر من تنفيذ الاتفاق، وتشمل مفاوضات لإطلاق سراح باقي المختطفين، بمن فيهم الأموات، بالتزامن مع انسحاب كامل لقوات الاحتلال ووقف دائم لإطلاق النار. مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أوضح أن الصفقة مصممة على مرحلتين فقط، مضيفًا: "نحتفظ بأصول تفاوضية، سواء جغرافية أو بشرية، لضمان عودة جميع المختطفين."

البُعد الإنساني والتحديات

تتضمن الصفقة تعزيز المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، إلا أن إسرائيل تسعى إلى إيجاد آلية تحول دون استغلال حماس لهذه المساعدات لتعزيز سيطرتها. وأوضح مسؤول إسرائيلي أن الجهود تركز على منع حماس من الاستفادة كجهة حاكمة في القطاع بعد الاتفاق.

أهمية الصفقة في المشهد الإقليمي

تأتي هذه الصفقة في ظل تنسيق مكثف مع الوسطاء الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة، لتعزيز فرص نجاحها. يرى مراقبون أن إتمام الصفقة بنجاح يمثل اختبارًا لقدرة الأطراف على تحقيق هدنة طويلة الأمد، وسط تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الصراع في غزة.

إذا ما أُنجزت الصفقة وفق الشروط المعلنة، فإنها قد تمهد الطريق لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، لكنها في الوقت ذاته تعكس تعقيد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي واستمرار استخدام المدنيين كأوراق تفاوضية في معركة السيطرة على الأرض والمستقبل.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة