الدوحة - القدس | كشفت مصادر مطلعة من حركة "حماس" لـ"الشرق الأوسط" عن ملامح المرحلة الأولى من الاتفاق المرتقب بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، والذي من المقرر أن يمتد لمدة 60 يومًا. وأكدت المصادر أن الاتفاق يتضمن انسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية البرية من محوري نتساريم وفيلادلفيا، إضافة إلى ترتيبات لعودة النازحين وإطلاق سراح الأسرى.
تفاصيل الانسحاب وعودة النازحين
بحسب المصادر، سيبدأ الانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم فورًا، لا سيما في الجزء الغربي المطل على شارع الرشيد البحري، مما يتيح عودة النازحين. أما محور فيلادلفيا، فسيشهد انسحابًا تدريجيًا يبدأ بين 40 و50 يومًا بعد بدء المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأوضحت المصادر أنه سيتم السماح بعودة النازحين سيرًا على الأقدام اعتبارًا من اليوم السابع لوقف إطلاق النار دون عمليات تفتيش، بينما ستخضع المركبات القادمة من جنوب قطاع غزة إلى شماله للفحص بواسطة جهاز "X-ray"، الذي ستشغله شركات مصرية وقطرية تحت رقابة مشتركة، بما في ذلك إسرائيل، لضمان عدم نقل أسلحة.
إعادة انتشار القوات الإسرائيلية
تم التوافق على آلية إعادة انتشار القوات الإسرائيلية بحيث تبقى على الحدود بمسافات تصل إلى 700 متر في بعض المناطق شمال قطاع غزة. وأشارت المصادر إلى أن الانسحاب التدريجي من جميع مناطق القطاع سيبدأ بعد 40 يومًا، تمهيدًا لمفاوضات المرحلة الثانية التي يُتوقع أن تنتهي بانسحاب كامل من غزة.
تبادل الأسرى وترتيبات معبر رفح
يتضمن الاتفاق إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني، بينهم 200 محكوم بالسجن المؤبد، خلال المرحلة الأولى. كما سيتم الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن، على أن تتضمن المرحلة الأولى أيضًا إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الـ11، الذين لا تنطبق عليهم شروط إنسانية.
وعن معبر رفح، أكدت المصادر أن إعادة فتحه ستكون تدريجية، بدءًا من السماح بسفر المرضى والجرحى والحالات الإنسانية، مع ضمان حرية الحركة دون تعرض المسافرين للاعتقال أو الاستهداف من قبل القوات الإسرائيلية المتمركزة بمحور فيلادلفيا.
حل الخلافات وقرب الإعلان عن الاتفاق
أشارت المصادر إلى أن الخلافات الرئيسية، المتعلقة بثمن إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين والانسحاب من المناطق العازلة، تم تجاوزها خلال الساعات الماضية، مما يقرب الأطراف من إعلان الاتفاق.
وعدّت إسرائيل إدراج الجنود الـ11 ضمن المرحلة الأولى إنجازًا مهمًا، مما أدى إلى تسريع المفاوضات. كما تمكنت المقاومة من فرض شروطها برفع عدد الأسرى المفرج عنهم، ومنهم ذوو المحكوميات المؤبدة، على أن يتم إبعاد غالبيتهم إلى خارج فلسطين.
التحديات السياسية في إسرائيل
رغم التقدم في المفاوضات، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا من اليمين المتطرف داخل حكومته، الذي يعارض الصفقة ويهدد بحل الحكومة. إلا أن أحزاب المعارضة أبدت استعدادها لتقديم دعم سياسي لنتنياهو من أجل إتمام الاتفاق.
وسط التقدم في المفاوضات والاتفاق على تفاصيل محورية، يبدو أن الإعلان عن الاتفاق بات وشيكًا، ليشكل خطوة نحو إنهاء معاناة سكان غزة وفتح أفق جديد لتحقيق التهدئة.