القدس | مع اقتراب توقيع صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، برزت تفاصيل جديدة تشير إلى أنها تمثل أفضل ما يمكن تحقيقه في ظل الظروف الحالية، رغم ما تحمله من تحديات أمنية وسياسية. الصفقة التي طال انتظارها، تأتي في سياق الجهود المبذولة لإعادة المختطفين الإسرائيليين وتحقيق مكاسب سياسية وأمنية لإسرائيل.
الجانب الإيجابي للصفقة: إعادة المختطفين
بحسب مصادر أمنية تحدثت لـ"يديعوت أحرونوت"، فإن الصفقة ستسمح بإعادة معظم المختطفين الأحياء في المرحلة الأولى، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفًا، مثل النساء وكبار السن. كما أن وقف إطلاق النار المؤقت وزيادة المساعدات الإنسانية خلال التنفيذ سيضيفان ضغطًا إضافيًا على حماس لإطلاق جميع المختطفين.
وأوضحت المصادر أن الاحتفاظ بحق إسرائيل في مواصلة العمليات العسكرية بعد المرحلة الأولى يمثل أداة ضغط استراتيجية على حماس. ويُعتقد أن هذا الضغط العسكري، الذي عززته العمليات المكثفة في شمال قطاع غزة، كان العامل الأساسي في دفع حماس للقبول بالصفقة.
الدور الأمريكي وتأثير ترامب
تشير التقديرات إلى أن تدخل مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، لعب دورًا حاسمًا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف. هذه الجهود الدبلوماسية من المتوقع أن تعود على إسرائيل بمكاسب سياسية كبيرة، مثل تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة ودول الخليج، إضافة إلى زيادة الدعم العسكري في مواجهة التهديد الإيراني.
التحديات الأمنية المرتبطة بالصفقة
رغم المكاسب، هناك مخاوف من إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك مشاركون في هجوم 7 أكتوبر 2023. المصادر الأمنية شددت على أن مراقبة المفرج عنهم ستتطلب جهودًا مضاعفة من الموساد والشاباك لمنعهم من تنفيذ أنشطة تهدد امن اسرائيل في المستقبل.
ومن المتوقع أن يتم نقل الأسرى المفرج عنهم إلى دول مثل تركيا وقطر تحت إشراف دولي، لكن التهديدات الأمنية الناتجة عن إطلاق سراح عدد كبير من المحكوم عليهم بالسجن المؤبد تظل قائمة، مما يفرض تحديات إضافية على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
خاتمة: موازنة المكاسب مع المخاطر
رغم العيوب الواضحة، ترى القيادة الإسرائيلية أن الصفقة تحقق مكاسب استراتيجية كبيرة، أهمها إعادة المختطفين وتعزيز الموقف الإسرائيلي دوليًا. ومع ذلك، تظل مسألة التزام حماس بالمرحلة الثانية من الصفقة، التي تشمل إطلاق سراح جميع المختطفين، محط اهتمام ومتابعة دقيقة.
تقرير "يديعوت أحرونوت" يخلص إلى أن الصفقة، رغم تحدياتها الأمنية والسياسية، تمثل نقطة تحول في إدارة الصراع مع حماس، وتضع إسرائيل في موقع قوة لاستثمار هذه الخطوة لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية في المستقبل.