تتسارع وتيرة المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن صفقة تبادل الأسرى، مع ورود أنباء عن تقدم كبير نحو التوصل إلى اتفاق تاريخي. التصريحات الرسمية وغير الرسمية تشير إلى اقتراب إعلان الاتفاق، وسط أجواء من التفاؤل الحذر على الصعيدين السياسي والإعلامي.
نقلت شبكة NBC الأمريكية عن صحيفة معاريف أن توقيع صفقة الأسرى بات وشيكًا. وأفاد باراك رافيد، المراسل السياسي، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي رفيع، أن المفاوضات الجارية في الدوحة أحرزت تقدمًا إيجابيًا، مع توقعات بإتمام الصفقة بحلول الغد. وأضاف المسؤول أن هناك تفاؤلًا كبيرًا بإمكانية الإعلان عن الاتفاق قريبًا.
وفقًا لتصريحات بثتها قناة "كان"، أكدت قيادة حماس في غزة ردها الإيجابي على بنود الصفقة، مع موافقتها على الشروط المطروحة من الجانب الإسرائيلي. مصادر إسرائيلية أشارت إلى أن الرد الإيجابي من حماس يمهد الطريق لتوقيع الاتفاق اليوم.
اجتماع حكومي للتصويت على الصفقة
نقل الإعلام العبري أن الحكومة الإسرائيلية ستعقد اجتماعًا يوم غدٍ الخميس للتصويت على الصفقة. ووفقًا للتقديرات الأولية، سيتم تنفيذ أول عملية إفراج عن الأسرى يوم الأحد المقبل، مما يضيف بعدًا زمنيًا محددًا لتنفيذ الاتفاق المرتقب.
اللواء احتياط عوزي ديان، في حديثه مع وسائل الإعلام، وصف الصفقة بأنها "صعبة ومؤلمة"، لكنها "ضرورية في ظل الظروف الحالية". وأكد ديان على أهمية ضمان شمول القائمة واستعادة جميع الأسرى، مشيرًا إلى أن الضغوط الأمريكية لعبت دورًا كبيرًا في تحريك المفاوضات.
استعدادات ميدانية وتجهيزات لاستقبال الأسرى
في ظل التقدم في المفاوضات، بدأ الجيش الإسرائيلي والجهاز الأمني استعداداتهما لتنفيذ الصفقة. وتشمل هذه الاستعدادات عمليات استقبال الأسرى المفرج عنهم، بدءًا من التحقق الأولي من هويتهم فور وصولهم إلى الحدود الإسرائيلية، وحتى نقلهم إلى المستشفيات لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة. وأوضحت مصادر عسكرية أن هذه العملية ستكون أصغر حجمًا مقارنة بالمرات السابقة نظرًا لقلة عدد الأسرى المفرج عنهم.
بينما تتجه الأنظار نحو الدوحة بانتظار الإعلان الرسمي، يبدي المراقبون تفاؤلًا حذرًا. التصريحات الإعلامية المتتالية، سواء من الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني، تعكس رغبة مشتركة في إنهاء هذا الملف الإنساني الذي يشكل نقطة توتر مزمنة بين الجانبين.
تمثل صفقة تبادل الأسرى نقطة تحول محتملة في العلاقات بين إسرائيل وحماس، وقد تسهم في تخفيف حدة التوتر الإقليمي والدولي. ومع استمرار الجهود الدبلوماسية، تترقب الأوساط السياسية والشعبية الإعلان النهائي عن تفاصيل الاتفاق والمصادقة عليه خلال الساعات القليلة القادمة.