أفاد محمد راجح، منسق قافلة المساعدات على الجانب المصري من معبر رفح، بأنه "صدرت تعليمات يوم الأربعاء الماضي لبدء تجهيز 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، تمهيداً لدخولها قطاع غزة مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".

جاء ذلك عقب إعلان مشترك بين مصر، وقطر، والولايات المتحدة يوم الأربعاء، أكد التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس" يشمل تبادل الأسرى والمحتجزين، إدخال المساعدات الإنسانية، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار يضمن تهدئة مستدامة بين الطرفين.

وأوضح راجح في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن "التعليمات صدرت من قيادات التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، المكلف من الدولة المصرية بتنسيق المساعدات المقدمة من الشعب المصري لدعم سكان غزة منذ اندلاع الحرب". وأشار إلى وجود عشرات الشاحنات المتوقفة بالفعل أمام معبر رفح، تحمل مساعدات مصرية ودولية.

وأضاف أن "عملية ترتيب المساعدات تتم حالياً لمنح الأولوية للشاحنات المحملة بالمستلزمات الطبية، الأدوية، المواد الغذائية سهلة التحضير، والملابس، خصوصاً تلك المخصصة للأطفال، لحمايتهم من برد الشتاء".

تنسيق واسع لإغاثة غزة
يضم التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي 34 مؤسسة أهلية واجتماعية، تعمل جميعها على جمع وتنسيق المساعدات المصرية الموجهة لقطاع غزة. وفي الوقت نفسه، خصصت السلطات المصرية مطار العريش لاستقبال المساعدات الدولية التي تصل جواً، قبل نقلها عبر الشاحنات إلى معبر رفح.

وفي سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول مطلع أن اتفاق وقف إطلاق النار يتضمن السماح بإدخال 600 شاحنة مساعدات إنسانية يومياً إلى غزة خلال فترة الهدنة، منها 50 شاحنة مخصصة للوقود، بينما يتم تخصيص 300 شاحنة للمناطق الشمالية من القطاع.

من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام مصرية نقلاً عن مصدر أمني مصري أن التنسيق جارٍ لفتح معبر رفح أمام المساعدات الدولية لتحسين الأوضاع الإنسانية في القطاع. وأكد المصدر أن مصر تسعى لإدخال أكبر كمية ممكنة من المساعدات لدعم سكان غزة.

تحديات سابقة
قبل اندلاع الحرب الأخيرة، كان قطاع غزة يستقبل أكثر من 500 شاحنة يومياً عبر المعابر التجارية مع إسرائيل. ومع تصاعد الحرب، فرضت إسرائيل إجراءات تفتيش صارمة حدّت من دخول الشاحنات، ووصلت المساعدات اليومية إلى أقل من 50 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم، بعد أن سيطرت القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في مايو الماضي.

وفد أوروبي لتفعيل آليات التشغيل
أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر أن وفداً من بعثة المراقبة الأوروبية سيزور القاهرة مطلع الأسبوع المقبل، لبحث ترتيبات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ووضع آلية لإعادة تشغيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

وفي هذا السياق، يُذكر أن إسرائيل طلبت سابقاً وجود ممثلين دائمين لها في المعبر، وهو ما رفضته مصر. وحتى الآن، لم تُكشف تفاصيل الاتفاق النهائي بشأن كيفية تشغيل المعبر بعد إعادة فتحه.