غزة: تحديات إعادة الإعمار ومستقبل مجهول

مخيم جباليا شمال قطاع غزة

إعادة الإعمار بعد الحرب: رؤية قاتمة تواجه عملية إعادة إعمار غزة تحديات هائلة تُبرز حجم الدمار الذي خلّفته الحرب الأخيرة. وفقًا لتقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد أدت الحرب إلى تدمير الاقتصاد الفلسطيني، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 35% منذ بداية النزاع. كما عادت مستويات التنمية إلى ما كانت عليه في خمسينيات القرن الماضي.

تجدد الحديث عن إعادة الإعمار بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مما أثار بعض الأمل رغم ضخامة المهمة. وتشير تقارير الخبراء إلى أن حوالي 70% من مباني قطاع غزة تضررت أو دُمرت خلال الحرب التي استمرت أكثر من 15 شهرًا.

تكلفة إعادة الإعمار ومدتها تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن إعادة إعمار القطاع بالكامل قد تستغرق 15 عامًا على الأقل، بتكلفة تتجاوز 51 مليار دولار. لكن بعض الخبراء مثل دانييل إيغل، من مؤسسة راند، يشيرون إلى أن التكلفة الفعلية قد تصل إلى 80 مليار دولار عند احتساب كافة النفقات المباشرة وغير المباشرة.

إيغل صرّح في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ قائلًا: "يمكن إعادة بناء المباني، لكن كيف نعيد بناء حياة مليون طفل؟"، في إشارة إلى التحديات الإنسانية والاجتماعية التي تواجه القطاع.

البنية التحتية: دمار شامل أظهرت تقارير الأمم المتحدة أن الحرب دمرت أكثر من 1190 كيلومترًا من الطرق، بما في ذلك 415 كيلومترًا تضررت بشكل شديد، مما يجعل التنقل في القطاع تحديًا يوميًا. تشير التقديرات أيضًا إلى أن الحرب خلفت 50 مليون طن من الأنقاض، وهي كمية تعادل 12 ضعف حجم أكبر أهرامات مصر. إزالة هذا الركام قد تستغرق بين 15 إلى 30 عامًا، حسب سرعة العمليات.

الأضرار في المباني حتى ديسمبر 2024، كشف مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات) أن ما يقارب 69% من المباني في القطاع تضررت، بما في ذلك 171 ألف مبنى. في مدينة غزة وحدها، تعرض 74% من المباني للقصف، بينما أظهرت التحليلات أن 48.7% من مباني رفح دُمرت جزئيًا أو كليًا.

القطاع الزراعي: شريان الحياة المتضرر بحسب صور الأقمار الصناعية الصادرة في سبتمبر 2024، فإن 70% من الأراضي الزراعية في القطاع تضررت، مما أدى إلى خسائر فادحة في الإنتاج الزراعي والبنية التحتية الزراعية مثل أنظمة الري ومزارع المواشي والبساتين. تشير تقارير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) إلى أن هذه الخسائر قد تتراوح بين 80% و96%.

الخدمات الأساسية: المستشفيات والمدارس في مرمى النيران تضررت المستشفيات بشدة، حيث تعمل 18 مستشفى فقط من أصل 36 بنسبة تشغيل جزئي لا تتجاوز 50%. أما المدارس، التي استخدمت كمراكز إيواء، فقد دفعت ثمنًا باهظًا؛ إذ تضررت 88% من المدارس، مع تعرض 396 مدرسة لقصف مباشر.

إعادة الإعمار: مستقبل مجهول تشير التقديرات المتفائلة إلى أنه حتى مع نمو اقتصادي سنوي بنسبة 10%، فإن غزة ستحتاج إلى عقود لتصل إلى مستويات ما قبل الحرب. أما السيناريوهات الأكثر تشاؤمًا فتؤكد أن إعادة الإعمار قد تستغرق عشرات السنين، ما يجعل المعاناة مستمرة لأجيال قادمة.

المصدر: خاص وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة