ناقش ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، خلال اتصال هاتفي، سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مع التركيز على توسيع التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية. يأتي هذا الاتصال بعد أيام من عودة ترمب إلى البيت الأبيض، مما يعكس العلاقات القوية بين الرياض وواشنطن.
استثمارات سعودية ضخمة في الولايات المتحدة
خلال الاتصال، أكد الأمير محمد بن سلمان رغبة المملكة في توسيع شراكتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى خطط السعودية لاستثمارات تتجاوز 600 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة. هذه الاستثمارات تشمل قطاعات متنوعة مثل التكنولوجيا، الطاقة، الصناعات العسكرية، واستكشاف الفضاء، مما يعكس التزام المملكة بتعزيز نموها الاقتصادي والاستفادة من الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها إدارة ترمب.
وقال ولي العهد: "المملكة تتطلع للاستفادة من الفرص الاقتصادية الجديدة في الولايات المتحدة، بما يدعم تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، من خلال نقل التكنولوجيا وخلق فرص عمل مشتركة."
تحالف استراتيجي يمتد لعقود
من جانبه، عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن شكره وتقديره للقيادة السعودية على التهنئة والدعم، مؤكدًا حرصه على تعزيز التعاون الثنائي لخدمة المصالح المشتركة. وأضاف أن الشراكة الأمريكية-السعودية تمثل حجر الزاوية في تحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وقال مصدر سعودي: "هذا الاتصال يعكس قوة العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، التي تمتد لأكثر من ثمانية عقود، ويؤكد إرادة القيادتين على تطوير هذه العلاقة بما يخدم المصالح المشتركة."
قطاعات رئيسية للتعاون الاقتصادي
وأشار المصدر إلى أن هذه الاستثمارات تأتي امتدادًا للشراكات الاقتصادية التي أُطلقت خلال الفترة الرئاسية الأولى لترمب، حيث شملت قطاعات واعدة مثل الذكاء الاصطناعي، الطاقة النووية، والصناعات العسكرية. وتزامن ذلك مع إعلان صندوق "سوفت بنك"، الذي تمتلك فيه السعودية حصصًا كبيرة، عن خطط لاستثمارات بقيمة 500 مليار دولار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وأضاف المصدر: "هذه الاستثمارات تساهم في توطين التقنية بالمملكة، وتعزيز الصناعات المحلية، وخلق فرص عمل للشباب، ما ينسجم مع توجهات رؤية السعودية 2030."
تعزيز التعاون في السلام والأمن
إلى جانب الجانب الاقتصادي، تناول النقاش بين الأمير محمد بن سلمان ودونالد ترمب جهود البلدين لتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأكد الجانبان على أهمية استمرار التعاون في مكافحة الإرهاب وتطوير الحلول لتحقيق استقرار مستدام في المنطقة.
العلاقات الاقتصادية السعودية-الأمريكية: طموح يتجدد
مع إعلان خطط الاستثمارات الجديدة، تتجدد العلاقات الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة، لتشمل مبادرات تنموية طموحة تهدف إلى تحقيق التقدم الاقتصادي للجانبين. وتظل هذه الشراكة نموذجًا للتحالفات الدولية التي تجمع بين المصالح الاقتصادية والاستراتيجية.