تتزايد التقارير حول سرقة المساعدات في غزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والهجمات العسكرية المتكررة. بحسب بيان صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة والذي ادان استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في توفير الحماية لعصابات مسلحة تتورط في عمليات سرقة منظمة للمساعدات الإنسانية، مما يفاقم من الأوضاع المعيشية لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني في القطاع.
تفاصيل حادثة السطو الأخيرة
في حادثة جديدة تسلط الضوء على تصاعد ظاهرة سرقة المساعدات في غزة، تعرضت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية، يوم الخميس 23 يناير 2025، لإطلاق نار كثيف بالقرب من معبر كرم أبو سالم جنوب شرق رفح. وفقًا لتقارير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أسفر الهجوم عن مقتل شقيقين يعملان في حماية قوافل المساعدات، هما حسان ومحمد يوسف وشاح، البالغين من العمر 42 و37 عامًا، مما تسبب في توقف مرور الشاحنات لعدة ساعات.
لاحقًا، اشتبكت قوات من وزارة الداخلية مع المسلحين المتورطين في الهجوم، مما أدى إلى مقتل اثنين منهم وإصابة آخرين. بعد السيطرة على الموقف، استأنفت شاحنات المساعدات دخولها إلى القطاع.
سرقة ممنهجة تحت حماية الاحتلال
تكشف التقارير عن عمليات سرقة المساعدات في غزة بشكل ممنهج خلال الأشهر الماضية. وأفاد المركز أن مجموعات مسلحة، تنطلق من المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي شرق رفح، تقوم بسرقة المساعدات ونقلها إلى مخازن محمية من قبل الاحتلال. تُباع المساعدات المنهوبة لاحقًا بأسعار مرتفعة، مما يؤدي إلى تعميق الأزمة الإنسانية في غزة.
وأشار المركز الفلسطيني إلى أن قوات الاحتلال تتعمد غض الطرف عن نشاط هذه العصابات، بينما تستهدف بشكل مباشر مقرات الشرطة المدنية وفرق الحماية الأمنية التي ترافق قوافل المساعدات، في خطوة تهدف إلى نشر الفوضى وزيادة معاناة السكان.
دعوات لرفع الحصار وضمان تدفق المساعدات
دعا المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف عمليات سرقة المساعدات في غزة وضمان تدفقها بشكل آمن. وأكد المركز على ضرورة محاسبة قوات الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاتها المستمرة، بما فيها تسهيل أنشطة العصابات المسلحة التي تستولي على المساعدات الإنسانية.
وأكد المركز أن سكان غزة يعانون من ظروف معيشية كارثية بسبب الحصار المستمر وسياسات التجويع الممنهجة، داعيًا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.
سرقة المساعدات كجزء من استراتيجية التجويع
يرى المركز أن سرقة المساعدات في غزة تعد جزءًا من استراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى إخضاع سكان القطاع لظروف معيشية قاسية تصل إلى حد الإبادة الجماعية. ويطالب المركز بالضغط على الاحتلال لرفع الحصار والسماح بدخول المساعدات دون أي عراقيل أو استهداف.
باتت قضية سرقة المساعدات في غزة محور اهتمام متزايد، مع استمرار الاعتداءات التي تعرقل وصول المساعدات الإنسانية، مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية لوقف هذه الانتهاكات وتحقيق العدالة للسكان المحاصرين.