اتهمت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي بالتلكؤ في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مشيرة إلى استمراره في إغلاق شارع الرشيد ومنع عودة النازحين المشاة من جنوب القطاع إلى شماله.
وأكدت الحركة، في تصريح صحفي، أنها تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي تعطيل في تنفيذ الاتفاق، محذرة من التداعيات السلبية لهذه الإجراءات على بقية محطات الاتفاق، بما فيها عودة النازحين واستكمال مراحل تبادل الأسرى.
في تطور جديد يعكس استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استخدام سياسات الضغط والتهديد، أعلن ديوان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه لن يتم السماح بعودة سكان غزة إلى شمال القطاع إلا بعد ترتيب الإفراج عن المختطفة الإسرائيلية أربيل يهود، التي كان من المقرر الإفراج عنها ضمن صفقة التبادل.
وبالتزامن مع هذه التصريحات، أكدت مصادر قيادية في حماس أن أربيل يهود على قيد الحياة، وأنه سيتم الإفراج عنها يوم السبت المقبل، وفق التفاهمات المتفق عليها. وأضاف المصدر أن الحركة أبلغت الوسطاء هذا الأمر، مما يضع الاحتلال أمام اختبار جديد للالتزام بشروط الصفقة.
من جهتها، كشفت مصادر في الجهاد الإسلامي أن أربيل يهود محتجزة لدى سرايا القدس، وأشارت إلى أنها عسكرية مدربة ضمن برنامج الفضاء التابع للجيش الإسرائيلي. وأكدت الجهاد أن الإفراج عنها سيتم وفق الشروط المتفق عليها في الصفقة، محملة حكومة الاحتلال كامل المسؤولية عن أي محاولات لعرقلة التنفيذ أو المماطلة.
الاحتلال يواصل التهديد والاستفزاز
وفي ظل هذه التطورات، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤول حكومي تأكيده أن السماح لأهالي غزة بالعودة إلى شمال القطاع مرهون بالحصول على إشارة تؤكد أن أربيل يهود على قيد الحياة. يأتي هذا الموقف بالتوازي مع تصريحات الجيش الإسرائيلي التي أعلن فيها رئيس الأركان هرتسي هليفي، خلال اجتماع لتقدير الوضع، عن جاهزية الجيش واستعداداته في محور نتساريم، ما يشير إلى إمكانية تصعيد عسكري.
قراءة فلسطينية للواقع
في الوقت الذي يستمر فيه الاحتلال بفرض شروطه التعجيزية على أهالي قطاع غزة، تبرز مواقف المقاومة الفلسطينية كجزء من التزامها بمعاييرها الأخلاقية والوطنية في التعامل مع ملف الأسرى. وتشدد الفصائل الفلسطينية على أهمية التزام الاحتلال بالاتفاقات الموقعة، محذرة من مغبة استمرار الضغط على القطاع أو عرقلة تنفيذ الصفقة.
التصعيد في الأفق
هذا التوتر يعكس عمق الأزمة بين الاحتلال والفصائل، حيث تحاول إسرائيل استخدام ورقة النازحين للضغط على المقاومة، بينما تؤكد الفصائل أنها ماضية في تحقيق أهدافها الوطنية وحماية مكتسباتها، مهما بلغت التحديات.
يبقى مصير صفقة التبادل ومستقبل التهدئة في قطاع غزة معلقًا في ظل استمرار الاحتلال بسياساته التعسفية، ليضع المنطقة على شفا تصعيد جديد قد تتضح ملامحه في الأيام القادمة.