تقرير ألاء أحمد - وسط الدمار الذي خلفته الحرب على غزة الذي استمرت لأكثر من 470 يوم، أطلقت مجموعة بنك فلسطين بالشراكةً مع مؤسسة التعاون، برنامج "نور" لرعاية الأيتام، والذي يهدف إلى تقديم الدعم الشامل لـ20,000 طفل فقدوا أحد والديهم أو كليهما بسبب الحرب على غزة. وتمكن البرنامج من جمع حتى الآن أكثر من 6.7 مليون دولار، يسعى إلى بناء مستقبل أكثر إشراقًا لهؤلاء الأطفال من خلال توفير الاحتياجات الأساسية، والرعاية الصحية، والدعم النفسي، والتعليم.
شهادات الأمهات لمراسلة وكالة قدس نت : قصص أمل وتحدٍّ.
رُبى (36 عامًا)، أم لطفل يبلغ من العمر 8 سنوات فقد والده في القصف الأخير، تقول: "كان ابني يعاني من صدمة كبيرة، ولم يكن يتحدث لأشهر. عندما بدأنا الاستفادة من خدمات برنامج "نور"، خاصة الجلسات النفسية والأنشطة الترفيهية، رأيت التحسن تدريجيًا. بدأ يبتسم ويخرج للعب مع أقرانه. هذا البرنامج أنقذ حياتنا."
مساعدات إنسانية عاجلة ومستدامة.
برنامج "نور" يقدم تدخلات إنسانية متعددة تتجاوز الإغاثة الطارئة، إذ يوفر احتياجات الأطفال السنوية مثل الغذاء والملابس (580 دولارًا سنويًا لكل طفل)، والرعاية الصحية (350 دولارًا)، والتعليم والتدريب المهني (835 دولارًا)، إضافة إلى جلسات الدعم النفسي والرعاية الاجتماعية.
"شعرت أن العالم لم ينسنا".
سهى (42 عامًا)، أرملة فقدت زوجها وتركها مسؤولة عن ثلاثة أطفال أيتام، تقول: "لم أكن أعلم كيف سأطعم أطفالي أو أرسلهم إلى المدرسة في مركز النزوح. ثم جاء برنامج "نور"، وتمكنت من الحصول على دعم مالي شهري ساعدني في تلبية احتياجاتهم الأساسية. شعرت أن هناك من يقف بجانبنا، وأن العالم لم ينسنا."
شراكة من أجل تعزز الأثر.
يشرف على برنامج "نور" فريق من الخبراء المحليين والدوليين، لضمان استدامة الدعم ووصوله إلى مستحقيه، وذلك بالشراكة مع بنك فلسطين وعدد من المؤسسات أخرى، حيث يعمل البرنامج على بناء نظام دعم شامل يمتد حتى يبلغ الأطفال الأيتام سن 18 عامًا، مما سيمكنهم من تحقيق الاستقلالية والمساهمة في بناء مجتمعهم.
"ابني أصبح أقوى"
مها (29 عامًا)، التي فقدت زوجها خلال الحرب وتركها مع ابن يبلغ من العمر 7 سنوات يعاني من إعاقة، شاركت تجربتها قائلة: "كنت عاجزة عن تلبية احتياجات ابني الخاصة. الدعم الذي حصلنا عليه من البرنامج، سواء من خلال توفير الأجهزة المساعدة أو جلسات العلاج الطبيعي، جعل حياتنا أسهل. اليوم أراه يتحسن تدريجيًا، وأشعر بالأمل."
أرقام ودلالات.
خلال الشهرين الماضيين، استفاد حوالي 10,000 يتيم من المساعدات الإنسانية التي تشمل توزيع الملابس، الطرود الغذائية، والفحوصات الطبية. كما تم تقديم خدمات التأهيل للأطفال ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى تنفيذ جلسات دعم نفسي لتحسين حالتهم النفسية والاجتماعية.
"ليس مجرد دعم مادي".
ليلى (38 عامًا)، التي فقدت زوجها في الحرب الأخيرة، أكدت: "برنامج "نور" لم يقدم لنا الدعم المادي فقط، بل ساعدني أيضًا في تعلم كيفية دعم أطفالي نفسيًا. الأنشطة التي ينظمونها للأطفال أعادت لهم شعور الحياة الطبيعية."
دعم مجتمعي واسع النطاق.
الدكتور نبيل القدومي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعاون، أكد خلال اجتماع اللجنة التوجيهية للبرنامج أن هذه المبادرة تمثل أكبر حملة لرعاية الأيتام في تاريخ المؤسسة. وأضاف السيد هاشم الشوا، رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك فلسطين، أن هذه الشراكة تعكس الالتزام المجتمعي تجاه أيتام غزة، مشددًا على أهمية استمرار الدعم لتحقيق أهداف البرنامج الطموحة.
"أمل لمستقبل أفضل".
أمل (45 عامًا)، أم لخمسة أطفال، فقدت زوجها في القصف، قالت: "لا يمكن للكلمات أن تصف شعوري عندما رأيت أطفالي يحصلون على حقهم في التعليم والطعام والرعاية الصحية. برنامج "نور" منحنا الأمل في أن الحياة يمكن أن تستمر."
دعوة للمساهمة.
يسعى برنامج "نور" لجمع 377 مليون دولار لضمان استدامة الخدمات المقدمة للأطفال، فالمبادرة الإنسانية تقدم فرصًا متنوعة للتبرع، تشمل كفالة سنوية بـ2,000 دولار أمريكي أو كفالة شهرية بـ167 دولارًا أمريكياً، بالإضافة إلى التبرعات الحرة.
في ظل الوضع الإنساني الحرج والصعب في غزة، يظل برنامج "نور" بارقة أمل حقيقية لهؤلاء الأطفال، وتأكيدًا على أن التضامن الإنساني قادر على إحداث فرق حقيقي في حياة من تيتموا جراء الحرب.