لا لتهجير الفلسطينيين.. المصريون يزحفون إلى رفح رفضًا لمخططات التهجير

مصريون متوجهون إلى رفح

في تحرك شعبي واسع، احتشد عشرات الألاف من المواطنين المصريين في طريقهم إلى معبر رفح البري على الحدود مع قطاع غزة، تعبيرًا عن رفضهم القاطع لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يهدد بتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن. وتأتي هذه التظاهرات تأكيدًا على دعم مصر وشعبها الثابت للقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين المشروعة.

حشود مصرية ترفض التهجير القسري

انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات للحشود المصرية القادمة من مختلف المحافظات، وهي تتجه نحو معبر رفح شمال سيناء، وسط هتافات منددة بالمقترح الأميركي. وأكد المحتجون أن الشعب المصري يرد على ترامب برفض قاطع لهذه المخططات، مشددين على أن تهجير الفلسطينيين يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوقهم المشروعة.

وقال المتظاهرون: "الآن الشعب المصري من مختلف المحافظات يزحف نحو معبر رفح في أضخم تظاهرة لدعم غزة وأهلها، ورفضًا لمخططات تهجير سكانها".

وتصدر هاشتاغ "الشعب المصري: لا لتهجير الفلسطينيين" منصات التواصل الاجتماعي، ليعكس الموقف الجماهيري المصري الرافض لأي مساس بالحقوق الفلسطينية.

موقف الأحزاب والقوى السياسية المصرية

منذ ساعات الفجر الأولى، بدأت وفود القوى السياسية، الأحزاب، النقابات، ومؤسسات المجتمع المدني في التجمع للانطلاق نحو معبر رفح، حيث أكد المشاركون رفضهم القاطع لأي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير القسري، معتبرين ذلك انتهاكًا لحق تقرير المصير الفلسطيني.

وأكد المتظاهرون أن مصر كانت وستظل الداعم الأول للقضية الفلسطينية، ولن تسمح بأي شكل من الأشكال بتمرير مخططات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

السيسي: لا يمكن التسامح بتهجير الفلسطينيين

في موقف رسمي حازم، صرّح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن الرأي العام المصري والعربي والدولي يرى أن هناك "ظلمًا تاريخيًا وقع على الشعب الفلسطيني طوال 70 عامًا"، مؤكدًا رفض أي حلول تفرض التهجير القسري على الفلسطينيين.

وشدد السيسي على أن "نقل أو تهجير الشعب الفلسطيني هو ظلمٌ لا تستطيع مصر المشاركة فيه"، مشيرًا إلى أن موقف مصر ثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية.

موقف الخارجية المصرية والأزهر

وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الخارجية المصرية رفضها التام لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الاستيطان، الضم القسري، أو التهجير. كما شددت على ضرورة الحفاظ على الأرض الفلسطينية وضمان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

من جانبه، أعلن الأزهر الشريف رفضه المطلق لأي محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكدًا أن غزة أرض فلسطينية عربية وستظل كذلك.

تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين

في تصريحات أثارت الجدل، أعرب ترامب عن رغبته في أن تزيد الأردن، مصر، ودول عربية أخرى عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين تستقبلهم من قطاع غزة. وادعى أن إعادة توطين عدد كافٍ من السكان قد يسهم في "تطهير المنطقة التي مزّقتها الحرب"، حسب تعبيره.

كما نقل موقع "إكسيوس" عن ترامب قوله إنه لم يتراجع عن فكرة نقل الفلسطينيين من غزة، مشيرًا إلى أنه ناقش هذا الأمر مع الرئيس المصري.

الاحتلال الإسرائيلي يحوّل اقتراح ترامب إلى "خطة قابلة للتنفيذ"

في تطور خطير، أعلن وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن حكومته تعمل على تحويل مقترح ترامب بشأن سكان غزة إلى "سياسة وخطة قابلة للتنفيذ"، مما يزيد المخاوف بشأن نوايا الاحتلال في فرض التهجير القسري للفلسطينيين.

يأتي التحرك الشعبي المصري ضد تهجير الفلسطينيين كرسالة واضحة إلى العالم بأن مصر لن تتهاون في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، ولن تسمح بتمرير مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية. ويؤكد الشارع المصري أن أي محاولات للتهجير ستُواجه برفض شعبي ورسمي حازم، دفاعًا عن الحق الفلسطيني، والاستقرار الإقليمي، والأمن القومي المصري

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القاهرة