وصل الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأحد، إلى العاصمة السعودية الرياض، في أول زيارة رسمية خارجية له منذ توليه رئاسة سوريا. وكان في استقباله نائب أمير الرياض، الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز.
مباحثات ثنائية حول العلاقات العربية ورفع العقوبات عن سوريا
من المقرر أن يلتقي الرئيس السوري خلال زيارته ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وكبار المسؤولين في المملكة، حيث ستتناول المباحثات المستجدات السياسية في سوريا، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في البلاد، إضافة إلى العلاقات السورية – العربية. كما سيتم بحث الجهود الرامية إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا بهدف دعم التعافي الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية للشعب السوري.
السعودية تقود جهودًا دبلوماسية لدعم سوريا
تأتي زيارة الرئيس السوري إلى المملكة العربية السعودية في ظل تحركات دبلوماسية مكثفة تقودها الرياض لدعم استقرار سوريا، حيث استضافت العاصمة السعودية في وقت سابق اجتماعات وزارية عربية ودولية لمناقشة الملف السوري. وخلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماعات، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، على أهمية رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أن المملكة ترحب بالإجراءات التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة.
كما جدد الأمير فيصل بن فرحان تأكيده على التزام السعودية بدعم سوريا في تحقيق الاستقرار والنهضة، وهو الموقف الذي أكده خلال زيارته لدمشق الشهر الماضي، حيث التقى بالرئيس أحمد الشرع لمناقشة التطورات السياسية والاقتصادية.
الإدارة السورية الجديدة واتجاهات المرحلة الانتقالية
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من إعلان الإدارة السورية الجديدة تعيين أحمد الشرع رئيسًا انتقاليًا للبلاد، حيث اتخذت الإدارة قرارات جذرية تضمنت:
حلّ كافة الفصائل المسلحة والجيش والأجهزة الأمنية السابقة.إلغاء العمل بالدستور الحالي واستبداله بإجراءات انتقالية.تفكيك حزب البعث، الذي حكم سوريا لعقود طويلة.تشكيل مجلس تشريعي مؤقت لتسيير شؤون البلاد لحين إقرار دستور جديد.
وفي هذا السياق، أكدت وكالة الأنباء السورية (سانا)، نقلًا عن الناطق باسم الإدارة العسكرية العقيد حسن عبد الغني، أن الرئيس الشرع مُفوض بإدارة المرحلة الانتقالية وتمثيل سوريا في المحافل الدولية، إضافة إلى تشكيل حكومة انتقالية تعمل على إعادة الاستقرار في البلاد.
زيارة تاريخية تعزز العلاقات العربية – السورية
تمثل هذه الزيارة خطوة مهمة في مسار إعادة سوريا إلى محيطها العربي، خاصة مع الجهود السعودية الحثيثة لدعم استقرار البلاد ورفع العقوبات عنها. كما تعكس الزيارة التحولات الإقليمية في التعامل مع الملف السوري، في ظل رغبة عربية في إيجاد حل سياسي شامل يعيد لسوريا مكانتها الدولية.