تجميد المساعدات الأمريكية يفاقم الأزمة الاقتصادية في فلسطين ويهدد آلاف الوظائف

أزمة التمويل الأمريكي وأثرها على الاقتصاد.jpg

يواجه الاقتصاد الفلسطيني أزمة متفاقمة بعد قرار الإدارة الأمريكية وقف المساعدات الخارجية التي كانت تموّل مشاريع تنموية وإنسانية في الضفة الغربية وقطاع غزة هذا القرار دفع العديد من المؤسسات الفلسطينية التي كانت تعتمد على التمويل الأمريكي إلى إغلاق أبوابها أو تقليص أنشطتها ما أدى إلى تسريح مئات الموظفين وخلق فجوة مالية كبيرة دون وجود بدائل واضحة

تداعيات وقف التمويل الأمريكي على المؤسسات الفلسطينية

تسبّب القرار الأمريكي في تجميد مشاريع تموّلت عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID والتي تقدر قيمتها بحوالي 714 مليون دولار كانت تغطي قطاعات مختلفة منها الصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية وتمكين الشباب والمياه والصرف الصحي ومع توقف هذه المساعدات أصبحت عشرات المشاريع مهددة بالإغلاق الكلي مما أثر بشكل مباشر على العاملين فيها إضافة إلى التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الواسعة

إجراءات الإدارة الأمريكية وأبعادها السياسية

بعد تسلّمه منصبه أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد كافة المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا لإجراء مراجعة شاملة لتقييمها وتحديد مدى توافقها مع السياسة الخارجية للولايات المتحدة تلا ذلك قرار رسمي من وزارة الخارجية الأمريكية بوقف جميع المساعدات الجديدة وإيقاف تمديد المنح القائمة باستثناء المساعدات الغذائية الطارئة والتمويل العسكري لكل من إسرائيل ومصر

تعد الولايات المتحدة أكبر مانح دولي للمساعدات الخارجية إذ أنفقت حوالي 68 مليار دولار في عام 2023 وحده وفقًا للبيانات الرسمية ومع ذلك فإن القرار الجديد يؤثر على أغلب أشكال المساعدات التنموية والإنسانية والعسكرية مما يزيد من التحديات التي تواجهها المناطق المتأثرة بهذا التجميد

فلسطين الأكثر تضررًا من القرار الأمريكي

تظهر بيانات خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي أن الولايات المتحدة قدمت للفلسطينيين أكثر من 5 مليارات دولار منذ عام 1994 إضافة إلى 6 مليارات دولار من المساعدات عبر وكالة الأونروا منذ عام 1950 ليصل إجمالي المساعدات الأمريكية للفلسطينيين إلى 11 مليار دولار ومع توقف هذه المساعدات تبرز مخاوف من انهيار قطاعات حيوية كانت تعتمد عليها هذه الأموال

انعكاسات اقتصادية خطيرة على المجتمع الفلسطيني

جاء وقف المساعدات الأمريكية في وقت يعاني فيه الاقتصاد الفلسطيني من أزمة حادة حيث تواصل إسرائيل احتجاز أموال المقاصة التي تشكل المصدر الرئيسي للإيرادات الحكومية الفلسطينية ما أدى إلى عجز الحكومة عن دفع رواتب الموظفين كما أدى منع العمال الفلسطينيين من دخول مناطق عملهم داخل إسرائيل إلى زيادة معدلات البطالة وانخفاض الدخل للأسر الفلسطينية التي تعتمد على العمالة في الداخل المحتل

مستقبل غامض وغياب الحلول البديلة

في ظل هذه التداعيات يحذر خبراء الاقتصاد من أن استمرار الأزمة المالية سيؤدي إلى مزيد من التدهور الاقتصادي والاجتماعي حيث تواجه السوق المحلية ضعف القوة الشرائية وارتفاع أسعار السلع الأساسية ومع تزايد معدلات البطالة يصبح الضغط على القطاع الخاص لاستيعاب العمال المسرحين أكثر صعوبة مما ينذر بتفاقم الأوضاع الاقتصادية

دعوات لجهود عربية ودولية لتعويض العجز المالي

مع تزايد التداعيات يطالب خبراء اقتصاديون بضرورة تحرك عربي ودولي لتعويض التمويل المفقود سواء من خلال دعم مباشر للمشاريع المتضررة أو عبر تنفيذ سياسات اقتصادية محلية قادرة على تعزيز الصمود الفلسطيني كما يتطلب الأمر إيجاد بدائل تمويلية مستدامة تضمن استمرار الخدمات الأساسية والحد من تأثير الأزمات المالية المتتالية

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله