تواصل الوزارات والمؤسسات الحكومية، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، تنفيذ التدخلات الطارئة في قطاع غزة، بهدف توفير الإغاثة العاجلة وإعادة تأهيل المرافق المتضررة، ضمن خطة شاملة لإعادة الإعمار. مركز الاتصال الحكومي أكد أن هذه الجهود تأتي في إطار التنسيق مع غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة، والتي أُنشئت لمتابعة عمليات الإغاثة الفورية، وإزالة آثار العدوان، وتحضير الأرضية المناسبة لإعادة الإعمار
في قطاع الإيواء، تستمر وزارة التنمية الاجتماعية بالتنسيق مع الجمعيات المحلية والدولية في توفير مأوى للنازحين، حيث يتم العمل على إنشاء عشرة مخيمات جديدة في غزة والشمال، إلى جانب توزيع آلاف الطرود الغذائية والصحية. كما تم توزيع كميات كبيرة من المياه الصالحة للشرب، وتقديم خدمات الدعم النفسي للمتضررين، إضافة إلى استقبال العائلات التي تاهت أثناء النزوح وتأمينها لحين تسليمها إلى ذويها
سلطة المياه الفلسطينية كثفت جهودها لضمان وصول المياه إلى مختلف المناطق، حيث يتم ضخ آلاف الأمتار المكعبة يوميًا لمدينة غزة وخان يونس، إضافة إلى تشغيل وصيانة محطات تحلية المياه، وتوزيع المياه الصالحة للشرب على مراكز الإيواء والتجمعات السكانية المتضررة. تم كذلك تنفيذ أعمال صيانة لشبكات الصرف الصحي لضمان استمرارية الخدمات الأساسية
وزارة الأشغال العامة والإسكان وبالتنسيق مع الهيئات المحلية والدولية، تعمل على إزالة الركام وفتح الطرق في المناطق المتضررة، حيث تم تنفيذ عمليات تسوية وردم للطرق في مواقع مختلفة، أبرزها شارع الصناعة، شارع الرشيد، شارع الأمن العام، ودوار المالية. بالإضافة إلى ذلك، يتم حصر المواقع المناسبة لإيواء النازحين، وإعداد وثائق العطاء لحفر آبار مياه جديدة لتوفير المياه الصالحة للشرب في مناطق شمال القطاع
قطاع الكهرباء يشهد جهودًا مكثفة لإعادة تشغيل البنية التحتية للطاقة، حيث قامت الفرق الهندسية بزيارات ميدانية لمحطة التوليد الوحيدة في غزة لتقييم الأضرار، كما تم تحديد المواد المطلوبة لإعادة تشغيل المحطة، بانتظار السماح بدخولها إلى القطاع. تواصلت أعمال الصيانة في شبكات الكهرباء لضمان استعادة الخدمة تدريجيًا للمناطق المتضررة
وزارة التربية والتعليم العالي تواصل العمل لاستئناف العملية التعليمية، حيث تم عقد اجتماعات مع الشركاء الدوليين لوضع خطة تشغيل المدارس على مرحلتين، الأولى تمتد 42 يومًا، والثانية خمسة أشهر. يجري توسيع التعليم الوجاهي، إضافة إلى تطوير المنصات التعليمية لضمان استمرارية التعليم الإلكتروني لأكثر من 290 ألف طالب. كما تم البدء في تقييم احتياجات المدارس المتضررة وإعداد خطة لإعادة تأهيلها وضمان جاهزيتها لاستقبال الطلبة
في القطاع الصحي، يجري التعاون مع جهات دولية لإدخال المساعدات الطبية، حيث تم الاتفاق مع الأردن والصين على إدخال مساعدات طبية وإنشاء مستشفى ميداني متنقل. كما تم تجهيز شحنات من المستلزمات الطبية المتطورة بانتظار السماح بإدخالها. كما تعمل وزارة الصحة على تأهيل الأطراف الصناعية للمصابين، وتنسيق الجهود لدعم القطاع الطبي من خلال استقدام فرق طبية متخصصة لدعم المستشفيات المحلية
قطاع الاتصالات والاقتصاد الرقمي يشهد جهودًا لإعادة تشغيل الشبكات المتضررة، حيث تم استعادة خدمات الهاتف المحمول بنسبة 30% عبر إصلاح الأبراج المتضررة. يجري العمل على تشغيل شبكات الهاتف الأرضي وتحسين التغطية في مختلف مناطق القطاع، بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية نتيجة العدوان
في مجال الدعم الدولي، يواصل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والصناديق العربية، بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة، العمل على إزالة الأنقاض في غزة والشمال، إضافة إلى تنفيذ مشاريع لدعم التعليم ما بعد التعافي، عبر توفير آلاف الأجهزة اللوحية والمستلزمات التعليمية للطلبة. كما يتم التنسيق مع المؤسسات الدولية لتوفير الأدوية الضرورية، خاصة أدوية علاج السرطان، لضمان استمرارية الرعاية الصحية للمرضى
وزارة الزراعة بدورها تنفذ برامج لدعم المزارعين، حيث يتم توزيع مستلزمات زراعية وأعلاف لمربي الثروة الحيوانية، إضافة إلى تطوير نماذج لحصر الأضرار الزراعية والعمل على تنفيذ مشاريع استصلاح الأراضي. كما تعمل الوزارة على توزيع المياه العذبة على النازحين، إلى جانب تنفيذ حملات لإزالة الركام وفتح الطرق في المناطق الزراعية لضمان عودة النشاط الزراعي تدريجيًا
وزارة النقل والمواصلات تتابع تقييم مواقع الإيواء لضمان جاهزيتها لاستقبال النازحين، حيث شاركت فرق هندسية في عمليات المسح الميداني والتأكد من توفر الخدمات الأساسية. كما يجري التنسيق مع الجهات المختصة لإصلاح البنية التحتية المتضررة وضمان استمرار الحركة والتنقل داخل المناطق المتضررة
الحكومة الفلسطينية تؤكد استمرار العمل بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لمواجهة الأزمة الإنسانية في غزة، مع التركيز على تنفيذ التدخلات الطارئة، والتحضير لمشاريع إعادة الإعمار وفق خطة متكاملة تضمن استدامة الخدمات الأساسية، ووضع أسس تنموية لإعادة بناء القطاع بشكل شامل يراعي احتياجات السكان المتضررين.