فرط الحركة واضطراب الحركة عند الأطفال من المشكلات السلوكية الشائعة التي تؤثر على حياتهم اليومية، وقد كشفت دراسات حديثة عن ارتباط وثيق بين اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة (ADHD) ومشاكل النوم، حيث يعاني الأطفال المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة في النوم والاستيقاظ المتكرر، مما يفاقم من أعراضهم ويؤثر على تركيزهم وأدائهم.
وفي هذا السياق، توضح استشارية الطب النفسي، الدكتورة ميساء الزريقي، أن اضطرابات النوم شائعة بين الأطفال المصابين بفرط الحركة، حيث تشير الدراسات إلى أن 50% منهم يعانون من مشكلات مثل الأرق، واضطرابات التنفس أثناء النوم، ومتلازمة الساق المتململة، مما يؤدي إلى تراجع جودة النوم لديهم.
وأضافت الدكتورة الزريقي أن قلة النوم تسهم في زيادة أعراض التهيج، وسرعة الغضب، وصعوبة التركيز أثناء النهار، الأمر الذي يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي والتواصل الاجتماعي للأطفال.
طرق تحسين نوم الأطفال المصابين بفرط الحركة
للتغلب على هذه المشكلة، تقدم الدكتورة ميساء مجموعة من النصائح المهمة للأهل، ومنها:
وضع روتين نوم منتظم يساعد الأطفال على الاسترخاء قبل النوم.
الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل، حيث تؤثر الشاشات على إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم.
تشجيع النشاط البدني خلال النهار للمساعدة في تحسين جودة النوم ليلًا.
تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين مساءً لضمان نوم هادئ وعميق.
كما توصي الدراسات الحديثة بضرورة استشارة طبيب مختص إذا استمرت مشاكل النوم لفترات طويلة، حيث قد يكون هناك حاجة إلى علاجات سلوكية أو دوائية لتحسين جودة النوم.
النوم الجيد يساعد في التحكم بأعراض اضطراب فرط الحركة
تؤكد الدكتورة ميساء أن تحسين جودة النوم لدى الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة يساعدهم في التحكم في سلوكياتهم بشكل أفضل، كما يحدّ من تأثيرات الاضطراب على حياتهم اليومية، مما يسهم في تحسين أدائهم الدراسي والاجتماعي.
يُذكر أن فرط الحركة واضطراب الحركة عند الأطفال يعدان من أكثر المشكلات شيوعًا، مما يجعل تحسين جودة النوم عاملًا أساسيًا في دعم نموهم العقلي والسلوكي وتحسين جودة حياتهم.