كشف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، مؤيد شعبان، عن بدء دولة الاحتلال الإسرائيلي في بناء مستوطنة جديدة على أراضي محافظة بيت لحم، وتحديدًا في المنطقة الواقعة بين بلدتي حوسان والخضر، على أراضي قرية بتير. المستوطنة الجديدة، التي أُطلق عليها اسم "ناحال حيلتس"، تأتي ضمن مخطط استيطاني يهدف إلى تعزيز الاستيطان وفصل محافظات الضفة الغربية.
مستوطنة جديدة ردًا على الاعتراف الدولي بدولة فلسطين
وأشار شعبان، في بيان صادر عن الهيئة اليوم الثلاثاء، إلى أن إقامة هذه المستوطنة جاء ردًا على الاعترافات الدولية بدولة فلسطين في يونيو 2023. وأوضح أن الاحتلال بدأ بتخصيص 120 دونمًا للمستوطنة الجديدة، ثم وسّع المساحة إلى 600 دونم أخرى، قبل أن يبدأ فعليًا في عمليات البناء خلال الأيام الأخيرة.
وحذر شعبان من أن هذا التوسع الاستيطاني يهدف إلى فصل محافظتي بيت لحم والقدس، كجزء من مخطط "القدس الكبرى"، الذي يسعى الاحتلال من خلاله إلى تقويض التواصل الجغرافي بين شمال وجنوب الضفة الغربية.
تصعيد خطير في الاستيطان الرعوي
في سياق متصل، أكد شعبان أن الاحتلال الإسرائيلي أصدر ستة أوامر عسكرية جديدة، تستهدف تخصيص مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان الرعوي، وهو شكل جديد من الاستعمار يهدف إلى إحكام السيطرة على الأرض الفلسطينية وتهجير سكانها الأصليين.
وأوضح أن الاحتلال خصص أكثر من 16 ألف دونم للمستوطنين، مما يمنع الرعاة الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم، مؤكدًا أن هذه القرارات تهدف إلى شرعنة 70 بؤرة استيطانية زراعية ورعوية، ضمن الاتفاقيات الائتلافية لحكومة الاحتلال.
تفاصيل الأوامر العسكرية الإسرائيلية الجديدة
سلفيت ورام الله: تخصيص 2600 دونم في قرى دير بلوط واللبن الغربي لصالح الاستيطان الرعوي. رام الله - كفر مالك: تخصيص 1505 دونمات لصالح المستوطنين. رام الله - دير جرير: تخصيص 4900 دونم للأغراض ذاتها. أريحا - غور الفارعة: مصادرة 426 دونمًا. طوباس: تخصيص 8700 دونم لصالح الاستيطان الرعوي.
تهديد بتوسيع الاستيطان وإغلاق مناطق واسعة أمام الفلسطينيين
وشدد شعبان على أن هذه الخطوات ستؤدي إلى توسيع المستوطنات، ومنح المستوطنين مساحات شاسعة، تستخدم كنقاط انطلاق لشن مزيد من الاعتداءات الإرهابية بحق الفلسطينيين.
وكشف أن عدد البؤر الاستيطانية الرعوية في الضفة الغربية وصل حتى نهاية 2024 إلى 137 بؤرة، تمنع الفلسطينيين من الوصول إلى 489 ألف دونم من أراضيهم، مما يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوقهم.
الاحتلال يواصل تقويض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة
وأكد شعبان أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض وقائع جديدة على الأرض بهدف تمزيق الجغرافيا الفلسطينية، وتعزيز منظومة المعازل التي تعيق قيام دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل.
وأضاف أن هذه الممارسات تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتتناقض مع قرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل للحد من الاستيطان ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.