وصل الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء المصري ووزير الصحة، والدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، إلى مدينة العريش ومعبر رفح البري، على رأس وفد حكومي ودولي، وذلك لتقييم جهود الإغاثة والمساعدات المقدمة لقطاع غزة، فضلًا عن متابعة استقبال المصابين الفلسطينيين للعلاج في المستشفيات المصرية.
زيارة ميدانية بمشاركة وفود دولية
رافق الوزيران وفدًا رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي برئاسة أنجيلينا أيخهورست، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر، بالإضافة إلى وفد من جامعة الدول العربية، وذلك في إطار تعزيز التنسيق الإقليمي والدولي لدعم غزة.
من المقرر أن تشمل الزيارة تفقد المساعدات العالقة على الجانب المصري من معبر رفح، والتي تضم معدات ثقيلة، ومنازل جاهزة (كرفانات)، ومستلزمات إغاثية عاجلة لا تزال إسرائيل تعرقل دخولها إلى القطاع رغم الحاجة الملحة إليها لإيواء مئات الآلاف من النازحين.
مصر تواصل استقبال المصابين الفلسطينيين للعلاج
في إطار التزام مصر بدورها الإنساني، استقبل معبر رفح البري، يوم الجمعة، الدفعة الثالثة عشرة من المصابين والمرضى الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية المصرية بضرورة تقديم الرعاية الطبية اللازمة للجرحى والمرضى الفلسطينيين.
وضمت الدفعة الثانية عشرة التي تم استقبالها مؤخرًا 76 مصابًا ومرضًا فلسطينيًا، إضافة إلى مرافقين، وتم توزيعهم كالتالي: 40 مصابًا وجرحى تم تحويلهم إلى مستشفيات شمال سيناء وعدد من محافظات مصر الأخرى. 36 مرافقًا تم تخصيصهم لمرافقة المرضى وتقديم الدعم النفسي لهم.
ومنذ بدء الحرب، استقبل معبر رفح البري 11 دفعة من المصابين الفلسطينيين، بإجمالي 538 مصابًا و680 مرافقًا، حيث تم توزيعهم على مستشفيات شمال سيناء والمحافظات الأخرى، وفقًا لخطة العلاج الموضوعة من قبل وزارة الصحة المصرية بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري وكافة الجهات المعنية.
خطة مصرية متكاملة لعلاج مصابي غزة
تعتمد مصر خطة متكاملة لاستقبال المصابين الفلسطينيين عبر معبر رفح تنقسم إلى ثلاثة مستويات رئيسية تشمل المستوى الأول في محافظة شمال سيناء حيث تم تعزيز المستشفيات بأطقم طبية إضافية من مختلف التخصصات وتوفير سيارات إسعاف مجهزة بأحدث التقنيات الطبية والمستلزمات الطارئة بينما يشمل المستوى الثاني استقبال الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية متقدمة في مستشفيات المحافظات المتاخمة لشمال سيناء أما المستوى الثالث فيشمل تحويل الحالات الحرجة إلى مستشفيات القاهرة المجهزة بوحدات العناية المركزة وغرف العمليات المتطورة لضمان تقديم الرعاية الصحية المثلى للحالات المعقدة
بدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في التاسع عشر من يناير بعد أكثر من خمسة عشر شهرًا من الحرب المدمّرة وينص على الإفراج عن محتجزين في قطاع غزة مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية بالتزامن مع وقف العمليات القتالية وتشمل المرحلة الأولى من الاتفاق والتي تمتد لمدة اثنين وأربعين يومًا وقفًا كاملًا لإطلاق النار وإعادة تموضع وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان وتبادل الأسرى والمحتجزين وإعادة جثامين المتوفين بالإضافة إلى تسهيل مغادرة المرضى والجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج خارج القطاع وتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء غزة
ينص الاتفاق على إدخال ستمائة شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل يومي منها خمسون شاحنة تحمل الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والمرافق الحيوية كما تم تخصيص ثلاثمائة شاحنة لصالح مناطق شمال القطاع التي تعاني من دمار واسع وانعدام شبه كامل للخدمات الأساسية ورغم هذه التفاهمات لا تزال إسرائيل تعرقل دخول المعدات الثقيلة والمنازل الجاهزة مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية حيث يعيش أكثر من مليون ونصف فلسطيني بلا مأوى ويعاني سكان القطاع البالغ عددهم مليونين وأربعمائة ألف نسمة من انعدام الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والرعاية الصحية وسط ظروف معيشية متردية للغاية
تحديات والعراقيل أمام دخول المساعدات
على الرغم من التفاهمات التي تم التوصل إليها، لا تزال إسرائيل تعرقل دخول المعدات الثقيلة والمنازل الجاهزة (الكرفانات)، ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليون ونصف فلسطيني بلا مأوى، في ظل انعدام الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية.
وتواصل مصر الضغط عبر القنوات الدبلوماسية والإنسانية لضمان تسهيل دخول المساعدات دون عراقيل، والتأكد من تنفيذ كافة بنود الاتفاق الإنساني بما يضمن تخفيف معاناة سكان القطاع.