تفاقم الأزمة الإنسانية في فلسطين وسط تدهور أوضاع الأونروا

الأونروا: أكثر من 40 ألف فلسطيني نزحوا من الضفة والوضع المالي للوكالة في خطر

فيليب لازاريني وقف عمليات اونروا في نهاية فبراير.jpg

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم السبت، أن أكثر من 40 ألف فلسطيني أجبروا على مغادرة منازلهم في الضفة الغربية المحتلة، نتيجة التصعيد الإسرائيلي المستمر. جاء ذلك في تصريح أدلى به فيليب لازاريني، المفوض العام للوكالة، خلال مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن 2025، حيث أكد أن الوضع المالي للأونروا متدهور للغاية، مع غياب أي رؤية واضحة لمستقبلها.

وأشار لازاريني إلى أنه لا توجد أي وكالة أممية أخرى قادرة على تقديم الخدمات التي توفرها الأونروا، مشددًا على أهمية دورها في دعم اللاجئين الفلسطينيين. كما أوضح أن الوكالة يمكن أن تكون جزءًا من أي حل سياسي شامل في الشرق الأوسط، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في دعمها ماليًا واستمرار عملياتها الإنسانية.

الأونروا تستأنف دعم النازحين وتعيد فتح الملاجئ في غزة

في سياق متصل، أعلنت الأونروا أنها قدمت مساعدات غذائية لأكثر من 1.2 مليون شخص منذ بدء وقف إطلاق النار في غزة، في ظل معاناة السكان من نقص الغذاء والمياه والخدمات الأساسية. وأكدت الوكالة، عبر منشور رسمي على منصة "إكس"، أنها تمكنت من إعادة فتح 10 ملاجئ للعائلات النازحة العائدة، منها 7 ملاجئ في مدينة غزة و3 في شمال القطاع، لتوفير مأوى آمن للفلسطينيين المتضررين.

كما تمكنت فرق الأونروا من إصلاح بئر مياه رئيسي في جباليا، والذي بات يوفر مياه شرب نظيفة لأكثر من 100 ألف شخص. وشددت الوكالة الأممية على أنها الجهة الوحيدة التي تمتلك البنية التحتية والقدرات اللازمة لتقديم المساعدات بهذا الحجم في قطاع غزة، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية.

الوضع الإنساني في غزة لا يزال كارثيًا

بدوره، أكد برنامج الأغذية العالمي أن الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يزال حرجًا للغاية، حيث يعتمد أكثر من مليوني شخص بشكل كامل على المساعدات الغذائية، في ظل دمار واسع النطاق وغياب مصادر الدخل والمأوى. وأوضح البرنامج أن التداعيات المستمرة للحرب جعلت الفلسطينيين يعيشون في ظروف إنسانية بالغة القسوة، مما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لضمان استمرار المساعدات.

جهود وساطة لإرساء التهدئة في غزة

يُذكر أن الجهود المصرية القطرية الأمريكية المشتركة نجحت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، شمل تبادل الأسرى والمحتجزين، حيث دخل الاتفاق حيز التنفيذ منذ 19 يناير 2025. ورغم ذلك، لا تزال التحديات قائمة في تنفيذ بنود التهدئة، وسط استمرار الممارسات الإسرائيلية التي تفاقم معاناة الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله