قمة الرياض تتوسع بمشاركة الكويت وعُمان والبحرين لمناقشة خطة ترامب بشأن غزة

وزراء خارجية خمس دول عربية أثناء اجتماع في القاهرة، السبت 2 شباط.jpg

تقرر انضمام كل من الكويت، عُمان، والبحرين إلى القمة العربية المصغرة التي ستُعقد في العاصمة السعودية الرياض يوم الجمعة المقبل، لتتحول بذلك إلى قمة ثُمانية تضم دول مجلس التعاون الخليجي الست، إلى جانب مصر والأردن.

تحركات عربية موحدة لمواجهة خطة تهجير الفلسطينيين

بحسب مصادر خليجية مطلعة، تلقت الكويت دعوة رسمية للمشاركة في القمة العربية المصغرة، والتي تم تأجيل موعدها إلى 21 فبراير بدلاً من 20 منه. كما وجهت دعوات مماثلة لكل من سلطنة عُمان ومملكة البحرين، في خطوة تعكس إجماعًا عربيًا متزايدًا لمواجهة التحديات الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وتأتي هذه القمة التحضيرية تمهيدًا لعقد قمة عربية موسعة في القاهرة يوم 27 فبراير، لمناقشة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة، التي تقضي بفرض واشنطن سيطرة مباشرة على القطاع وتهجير الفلسطينيين دون خطة واضحة للعودة.

رفض عربي واسع لمخططات التهجير

الاقتراح الأميركي، الذي وصفه المراقبون بأنه "صادم"، أثار رفضًا عربيًا واسعًا، مما أدى إلى تحرك دبلوماسي مكثف بقيادة مصر، الأردن، السعودية، الإمارات، قطر، والكويت، بهدف توحيد الموقف العربي ورفض أي حلول تنتقص من الحقوق الفلسطينية.

ومنذ فترة طويلة، يروج اليمين الإسرائيلي لفكرة تهجير الفلسطينيين، لكن القادة العرب والفلسطينيين رفضوا هذه المخططات رفضًا قاطعًا، مؤكدين أن أي حل سياسي يجب أن يضمن بقاء الفلسطينيين في أرضهم وإعادة إعمار غزة.

وزير الخارجية الأميركي: واشنطن مستعدة للنظر في بدائل عربية

بالتزامن مع هذه التحركات، يواصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو جولته في المنطقة، حيث زار إسرائيل ومن المقرر أن يصل إلى السعودية لإجراء محادثات مع القادة العرب. كما يتوقع أن يناقش خلال زيارته ملفات أخرى، من بينها إنهاء الحرب في أوكرانيا مع مسؤولين روس.

وفي تصريحات له الخميس، أكد روبيو أن واشنطن مستعدة للنظر في المقترحات العربية بشأن غزة، لكنه أضاف: "حتى الآن، الخطة الوحيدة المطروحة – رغم عدم قبولها عربيًا – هي خطة ترامب. وإذا كان لدى الدول العربية خطة بديلة، فهذا هو الوقت المناسب لتقديمها".

كما أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن على الدول الشريكة تقديم رؤية واضحة لإعادة إعمار غزة بعد انتهاء النزاع، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب حلولًا مبتكرة لمعالجة التحديات الميدانية.

موقف عربي موحد بقيادة مصر والأردن

في هذا السياق، جدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال اجتماع عقد في البيت الأبيض بحضور روبيو، رفضه القاطع لخطة ترامب، مؤكدًا أن الأردن لن يقبل بأي حلول تمس حقوق الفلسطينيين.

بدورها، أكدت القاهرة رفضها المطلق للخطة الأميركية، وتعتزم تقديم مبادرة بديلة تمثل موقفًا عربيًا موحدًا، ترتكز على ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم، وإطلاق مشاريع إعادة الإعمار وإزالة الركام.

وأكدت مصر هذا الموقف خلال لقاء وزير الخارجية المصري مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر باريس لدعم سوريا، حيث شددت القاهرة على أن التعامل مع القضية الفلسطينية يجب أن يستند إلى الحلول المستدامة، وليس على مشاريع التهجير القسري.

نحو موقف عربي موحد لمواجهة التحديات

مع اقتراب موعد القمة العربية الطارئة في القاهرة، تسعى الدول العربية إلى توحيد موقفها لمواجهة التحديات الراهنة، وفي مقدمتها خطة الإدارة الأميركية بشأن غزة، وضمان حقوق الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية.