دخل العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها شهره الأول، وسط تصعيد عسكري متواصل أسفر عن استشهاد 26 فلسطينيًا، وإصابة العشرات، إضافة إلى نزوح آلاف المواطنين، وتدمير واسع للمنازل والممتلكات.
تصعيد ميداني وتدمير ممنهج للبنية التحتية
مع استمرار العدوان، تتكشف حجم الأضرار الهائلة التي لحقت بالبنية التحتية وممتلكات الفلسطينيين في أحياء وشوارع مدينة جنين ومخيمها. ويواصل جيش الاحتلال إرسال تعزيزات عسكرية إلى محيط المخيم، مصحوبة بجرافات وصهاريج وقود، مما يؤكد نية الاحتلال إحداث تغيير جغرافي في المنطقة.
وأفادت مصادر محلية أن الاحتلال أدخل خزانات مياه كبيرة وغرف متنقلة للجنود، في خطوة تعكس نية طويلة الأمد لفرض واقع جديد في المخيم. كما تستمر الطائرات المسيرة الإسرائيلية في التحليق على ارتفاعات منخفضة، مما يزيد من حالة التوتر والخوف بين السكان.
حملة اعتقالات ومواجهات متصاعدة
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء حملة اعتقالات واسعة طالت طفلين وشابين من مدينة جنين، حيث اعتقل الطفلان قرب دوار يحيى عياش، بينما جرى اعتقال الشابين في وقت سابق داخل المدينة.
وفي بلدة ميثلون جنوب جنين، اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة، ما أدى إلى إصابة طفل (16 عامًا) بقنبلة غاز في يده، واعتقال الشاب محمود الدنوف، إضافة إلى إصابة شاب آخر نتيجة تعرضه للضرب المبرح من قبل الجنود.
مخطط تهجير وتغيير ديمغرافي لمخيم جنين
أكد رئيس بلدية جنين محمد جرار أن الاحتلال يتبع نهج التدمير العشوائي في المخيم، إذ لم يُبقِ على أي بنية تحتية صالحة، وسعى إلى حرق وتدمير المنازل لجعل المخيم غير صالح للحياة.
وأضاف جرار أن الاحتلال يسعى إلى فرض واقع جديد يجبر أهالي المخيم على عدم العودة إلى منازلهم، حيث بات المخيم شبه خالٍ من السكان بعد شهر من القصف والاقتحامات المستمرة.
وبحسب اللجنة الإعلامية لمخيم جنين، فإن العدوان أدى إلى تشريد أكثر من 3,000 عائلة فلسطينية بعد تدمير منازلهم، إضافة إلى إحراق جنود الاحتلال لعدد كبير من المنازل والممتلكات.
حصار وإجراءات عقابية مشددة
قامت قوات الاحتلال بإغلاق جميع مداخل مخيم جنين بالسواتر الترابية، ومنعت دخول أو خروج المواطنين، فيما استهدف جنود الاحتلال المتمركزون على المداخل المواطنين بالرصاص الحي، وأطلقوا قنابل إنارة في منطقة جبل أبو ظهير والمخيم الجديد.
وفي حي الجابريات القريب من المخيم، حلّقت الطائرات المسيرة الإسرائيلية مزوّدة بمكبرات الصوت، مطالبة السكان بإخلاء منازلهم تحت تهديد إطلاق النار، في سياسة تهدف إلى فرض تهجير قسري على السكان.
استهداف المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية
وفي إطار سياستها العقابية، داهمت قوات الاحتلال ثلاثة منازل في قرية الطيبة غرب جنين، وأجبرت العائلات على إخلائها بالقوة، قبل أن تحولها إلى ثكنات عسكرية، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.
حصيلة العدوان خلال شهر
حتى الآن، خلف العدوان الإسرائيلي على مدينة ومخيم جنين 26 شهيدًا وعشرات الإصابات، فيما تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية الهادفة إلى فرض تهجير قسري وتغيير ديمغرافي في المنطقة.