فيلم "نه تشا 2" يشعل الاهتمام بالتراث الثقافي في المتاحف الصينية

الفيلم الصيني.jpg

يواصل فيلم الرسوم المتحركة الصيني "نه تشا 2" جذب أنظار الجماهير حول العالم، ليس فقط بفضل نجاحه الهائل في شباك التذاكر، بل أيضًا لدوره في إحياء الاهتمام بالتحف الأثرية والتراث الثقافي الصيني.

نجاح عالمي وتأثير ثقافي عميق

حقق الفيلم إيرادات عالمية تجاوزت 13 مليار يوان (حوالي 1.8 مليار دولار أمريكي)، مما يجعله أحد أنجح أفلام الرسوم المتحركة في تاريخ السينما الصينية. وتم الإعلان عن تمديد عرضه في دور السينما الصينية حتى 30 مارس، وفقًا للحساب الرسمي للفيلم على منصة "ويبو".

إقبال جماهيري على المتاحف الصينية

مع تكرار مشاهدة الفيلم، لاحظ المتابعون الإشارات الثقافية الصينية المعقدة التي يحتويها، مما دفع الآلاف إلى زيارة المتاحف الصينية بحثًا عن الإلهام التاريخي والقطع الأثرية التي استُوحي منها التصميم الفني للفيلم.

وفي متحف خبي بمدينة شيجياتشوانغ، يتجمع الزوار حول مبخرة بوهشان البرونزية المطلية بالذهب، التي تعود لأكثر من 2000 عام، ويُعتقد أنها ألهمت تصميم اللوتس متعدد الطبقات في الفيلم، وهو العنصر الذي أعاد تشكيل أجساد البطلين "نه تشا" و"آو بينغ".

وأكد أحد الزوار، قنغ شوه، قائلاً:
"أتيت إلى هنا خصيصًا بعد مشاهدة الفيلم، فالتصميمات الرائعة تجعل القصة تبدو وكأنها جزء من التاريخ الحقيقي."

ومنذ بدء عرض الفيلم خلال عيد الربيع الصيني، استقبل المتحف أكثر من 340 ألف زائر، مع ما يصل إلى 15 ألف زيارة يوميًا خلال عطلات نهاية الأسبوع.

تأثير الفيلم على المتاحف الصينية

ياو يينغ، المرشدة بالمتحف، أوضحت أن العديد من الزوار يطلبون معلومات عن المعروضات المرتبطة بالفيلم، مما يعزز التفاعل بين التراث الثقافي والجمهور المعاصر.

كما وجد المعجبون تشابهًا بين بعض الأسلحة والعناصر التاريخية داخل الفيلم ومقتنيات المتاحف الصينية، مثل: سيف ملك التنين "آو قوانغ"، الذي يشبه سيف اليشم من أسرة شانغ الملكية (1600-1046 قبل الميلاد) في متحف يينشيوي بمقاطعة خنان. سيف السيدة يين، والدة "نه تشا"، المشابه لسيف الملك الأسطوري قوجيان الذي يعود إلى 2500 عام، والمحفوظ في متحف مقاطعة هوبي.

صناعة السينما كجسر للثقافة الصينية

 مخرج الفيلم، يانغ يوي (جياوتسي)، أشار إلى أن فريق الإنتاج استلهم جوهر الثقافة الصينية التقليدية أثناء تصميم شخصيات الفيلم وأحداثه.

ومن بين أبرز الأمثلة على ذلك، "وحوش الحاجز" الكوميدية التي تحرس الأبواب، والتي تم تصميمها بناءً على اكتشافات أثرية من أطلال سانشينغدوي وجينشا في مقاطعة سيتشوان.

المتاحف تستثمر في نجاح السينما

 وفقًا لتشو يا رونغ، نائب أمين متحف سانشينغدوي، فإن التصميم المبتكر لوحوش الحاجز يعكس بدقة العناصر الأثرية مثل الرأس البرونزي المغطى بالذهب والقناع البرونزي الكبير.

أما وانغ ران، نائب أمين متحف خبي، فقد شدد على أن الأفلام والمسرحيات التلفزيونية تساعد في نقل الأهمية التاريخية والثقافية للآثار إلى الجمهور بطريقة أكثر سهولة، مما يسهم في تعزيز الوعي بالثقافة الصينية التقليدية.

 وأضاف: "في المستقبل، سنواصل استكشاف الثقافة العريقة وإحيائها من خلال وسائل متعددة، بما في ذلك السينما والتقنيات الحديثة."

السينما كأداة لتعزيز التراث الثقافي

مع استمرار نجاح "نه تشا 2" وتأثيره على الجمهور، يبدو أن الأفلام الصينية باتت تلعب دورًا محوريًا في إحياء التراث الثقافي وتعزيز الاهتمام بالموروثات الأثرية، ما قد يفتح آفاقًا جديدة للسياحة الثقافية داخل الصين.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بكين