جرائم الاحتلال الإسرائيلي تتواصل في غزة رغم وقف إطلاق النار: إبادة جماعية وتهجير قسري في رفح

صورة من مدينة رفح - مركز الميزان

رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار مرحلته الأولى منذ 19 يناير 2025، لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل جرائمها الوحشية ضد المدنيين في قطاع غزة، من خلال القصف الجوي وإطلاق النار المستمر، ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات، فضلاً عن عرقلة دخول المساعدات الإنسانية ومنع تدفق المعدات الطبية والمنازل المتنقلة، في ظل تدمير شامل للبنية التحتية للقطاع.

الاحتلال يعمّق الأزمة الإنسانية ويمنع عودة النازحين في رفح

في الوقت الذي انسحبت فيه قوات الاحتلال من بعض مناطق قطاع غزة، إلا أنها أبقت سيطرتها العسكرية المطلقة على أجزاء واسعة من مدينة رفح جنوب القطاع، حيث تواصل للشهر العاشر على التوالي تدمير الأحياء السكنية والبنية التحتية ومنع السكان المهجرين من العودة إلى ديارهم.

منذ اجتياح رفح في مايو 2024، سيطرت قوات الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وما زالت تمنع وصول أي مساعدات إنسانية أو جهود إغاثية للمدينة. تشير التقارير الميدانية إلى أن الاحتلال يتمركز على عمق أكثر من كيلومتر داخل رفح، حيث يستهدف المدنيين العائدين بالمدفعية، القناصة، والطائرات الحربية والمسيرة، ما يجعل المدينة منطقة موت مغلقة.

كارثة إنسانية في رفح: 90% دمار شامل و200,000 نازح

بحسب بلدية رفح، لا يزال 200,000 مواطن من أصل 300,000 ممنوعين من العودة إلى مدينتهم بسبب سيطرة الاحتلال، حيث بلغت مساحة المناطق المحظورة أكثر من 60% من إجمالي المدينة. في الوقت ذاته، تشير التقديرات إلى أن نسبة الدمار تجاوزت 90% من مختلف أحياء رفح، حيث مسحت قوات الاحتلال 6 أحياء سكنية بالكامل من أصل 15 حياً. ودمرت 5 مخيمات للاجئين بشكل شبه كامل وهدمت 9 منشآت طبية رئيسية، من بينها مستشفى أبو يوسف النجار والمستشفى الأهلي الكويتي ودمرت 70% من شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، ما جعل المدينة غير صالحة للسكن. بالاضافة إلى وجود ما يزيد عن 20 مليون طن من الركام والأنقاض، يُعتقد أن العديد من الضحايا لا يزالون مدفونين تحتها.

جرائم الاحتلال بحق المدنيين رغم وقف إطلاق النار

وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مروعة بحق المدنيين بعد سريان وقف إطلاق النار، حيث قتلت 111 مواطناً وأصابت 916 آخرين، 40% منهم في مدينة رفح وحدها، بينما كان معظمهم يحاول العودة إلى منازلهم أو تفقد ممتلكاتهم.

محمد حسن أبو سلطان، أحد المهجرين من رفح، يروي تجربته المريرة قائلاً: "بعد وقف إطلاق النار، اعتقدت أنني سأعود إلى منزلي في حي الجنينة، لكن عندما اقتربت من المنطقة، تعرضنا لإطلاق نار كثيف من قوات الاحتلال المتمركزة هناك، مما أجبرني على الفرار. لا يزال منزلي مدمراً، وأنا وعائلتي نعيش في خيمة وسط ظروف قاسية في مواصي خان يونس".

أما محمد الداوودي، الذي نزح من تل السلطان، فقال: "ذهبت لتفقد منزلي بعد وقف إطلاق النار، لكنني وجدت حيي وقد تحول إلى أنقاض. أثناء تفقدي المكان، تعرضنا لإطلاق نار كثيف من قوات الاحتلال في منطقة فيلادلفيا، ما أجبرني على الهرب. حتى اليوم، لا أستطيع العودة إلى منزلي، وأعيش في خيمة مع أطفالي وسط ظروف مأساوية".

مجزرة ممنهجة: الاحتلال يحوّل رفح إلى مدينة أشباح

لم يكتفِ الاحتلال بمنع عودة السكان، بل واصل تغيير معالم رفح من خلال تدمير واسع النطاق للأحياء السكنية والمرافق الخدمية، خاصة في تل السلطان ومنطقة العودة. حيث يؤكد المراقبون أن هذا التدمير يهدف إلى فرض واقع جديد يجعل المدينة غير قابلة للعيش، ويمهد لتهجير جماعي ممنهج.

مركز الميزان: نطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري

أدان مركز الميزان لحقوق الإنسان استمرار الجرائم الإسرائيلية التي ترتقي إلى إبادة جماعية وتطهير عرقي، مطالباً المجتمع الدولي بـ: اتخاذ تدابير عاجلة وفاعلة لوقف الجرائم ضد المدنيين. وإجبار الاحتلال على الانسحاب الفوري من مدينة رفح ووقف عمليات التهجير القسري.

والعمل على إحالة قادة الاحتلال إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم على جرائم الحرب والضغط لوقف تزويد الاحتلال بالمساعدات العسكرية ومراجعة الاتفاقيات الثنائية معهدعم حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإنهاء الاحتلال غير القانوني.

إن استمرار الاحتلال في قتل المدنيين وتهجيرهم وتدمير مدنهم يشكل جريمة حرب واضحة، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته قبل أن تتحول رفح إلى مدينة مفقودة بالكامل.

480924274_1064693812361565_5414769617245356504_n (1).jpg

 

481809274_1064693675694912_3769433886388698686_n.jpg

 

482030117_1064693672361579_4090317511345684770_n.jpg


 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة