تبدأ اليوم الاثنين في العاصمة المصرية القاهرة اجتماعات وزراء الخارجية العرب، وذلك في إطار التحضيرات لانعقاد القمة العربية الطارئة المقررة يوم الثلاثاء 5 مارس، والتي ستناقش تطورات القضية الفلسطينية، وعلى رأسها خطة إعادة إعمار قطاع غزة.

اجتماع تمهيدي لمناقشة خطة إعادة الإعمار

أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن خطة إعادة إعمار غزة جاهزة، حيث سيتم استعراضها خلال اجتماع وزراء الخارجية اليوم قبل عرضها على القادة العرب في القمة، ومن ثم إطلاع الأطراف والجهات الدولية عليها.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، دوبرافكا سويتشا، أكد عبد العاطي أن هناك جلسات مكثفة ستُعقد مع الدول المانحة بعد إقرار الخطة، بهدف حشد الدعم الدولي لها وضمان تنفيذها على أرض الواقع.

ضغوط أوروبية لضمان استدامة وقف إطلاق النار

وفيما يتعلق بالهدنة في غزة، شدد وزير الخارجية المصري على أهمية التنفيذ الكامل لجميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الاتفاق يتضمن ثلاث مراحل، وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى، مما يستدعي إطلاق مفاوضات سريعة للانتقال إلى المرحلة الثانية.

كما أكد أن مصر تعوّل على الاتحاد الأوروبي لممارسة ضغوطه السياسية والاقتصادية لضمان استدامة وقف إطلاق النار، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني، إلى جانب تنفيذ جميع الالتزامات، بما في ذلك الإفراج عن الأسرى والرهائن.

القمة العربية الطارئة في القاهرة.. قضايا محورية على الطاولة

تستضيف مصر القمة العربية الطارئة يوم الثلاثاء، والتي كان من المقرر عقدها في 27 فبراير الماضي، إلا أنه تم تأجيلها لـ"استكمال التحضيرات الموضوعية واللوجستية"، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.

ومن المتوقع أن تناقش القمة عددًا من القضايا المحورية، أبرزها: خطة إعادة إعمار غزة وضمان توفير التمويل اللازم لها. التطورات السياسية في المنطقة بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن نقل سكان غزة إلى أماكن أخرى، وهو الأمر الذي أثار رفضًا وتنديدًا دوليًا واسعًا. سبل تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والتأكد من تنفيذ جميع الالتزامات المترتبة عليه. ضرورة إيجاد أفق سياسي واضح يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، ويؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي المحتلة.

رفض عربي ودولي لمقترح تهجير الفلسطينيين

جاءت القمة في ظل الجدل المثار حول مقترح ترامب لنقل سكان غزة إلى مناطق أخرى، وهو الطرح الذي قوبل برفض عربي ودولي قاطع، حيث أكدت الدول العربية والمجتمع الدولي أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.

وفي ظل هذه التطورات، تسعى القمة العربية الطارئة في القاهرة إلى توحيد الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، وبلورة خطة عملية لمواجهة التحديات الراهنة، بما يضمن عدم تكرار العدوان الإسرائيلي على غزة مستقبلاً.

خاتمة: دعم عربي لإنهاء الأزمة الفلسطينية

يترقب الشارع العربي والمجتمع الدولي نتائج القمة العربية الطارئة في القاهرة، وسط تصاعد الضغوط السياسية والدبلوماسية لإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة، وتحقيق حل شامل وعادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق القرارات الدولية.