أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال كلمته في القمة العربية الطارئة بالقاهرة، رفضه القاطع لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، مشددًا على ضرورة إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وحشد الدعم العربي والدولي لتنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة بوجود الفلسطينيين على أرضهم، دون أي محاولات لفرض واقع جديد عليهم.
تثبيت الدور الفلسطيني في غزة وإعادة الإعمار
أعلن الرئيس عباس أن دولة فلسطين ستتولى مسؤولياتها في قطاع غزة من خلال مؤسساتها الحكومية، موضحًا أنه تم تشكيل لجنة عمل لهذا الغرض، كما سيتم إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وتوحيد الكوادر الموجودة في القطاع، وتدريبها بالتعاون مع مصر والأردن.
وشدد على أهمية اعتماد الخطة المصرية الفلسطينية العربية لإعادة إعمار غزة، وحشد الدعم الدولي لها من خلال صندوق ائتماني دولي، والعمل على إنجاح المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي ستستضيفه مصر الشهر المقبل.
جهود سياسية لحشد الدعم الدولي
دعا الرئيس عباس إلى تحرك عربي وإسلامي دبلوماسي عبر اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، لإجراء اتصالات ولقاءات مع الإدارة الأمريكية والدول المؤثرة، لشرح خطة الإعمار وضمان انسحاب الاحتلال الكامل من غزة، ووقف كل الإجراءات الأحادية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
كما أشار إلى أهمية دعم التحالف العالمي والذهاب إلى المؤتمر الدولي للسلام في يونيو المقبل، لتنفيذ حل الدولتين المستند إلى الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يحقق السلام العادل والشامل في المنطقة.
تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وإجراء انتخابات
أكد الرئيس الفلسطيني على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، مشددًا على الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وبمبدأ النظام الواحد والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
كما أعلن استعداد السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، خلال العام المقبل، بشرط توفر الظروف الملائمة لذلك، داعيًا إلى تهيئة الأجواء لضمان مشاركة جميع الفلسطينيين، بمن فيهم سكان القدس الشرقية، كما حدث في الانتخابات السابقة.
إصلاحات سياسية واستحداث منصب نائب لرئيس دولة فلسطين
كشف الرئيس عباس عن قرارات جديدة لإعادة هيكلة القيادة الفلسطينية، تشمل: استحداث منصب نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، واتخاذ الإجراءات القانونية لتنفيذه. إصدار عفو عام عن جميع المفصولين من حركة فتح، واتخاذ الخطوات التنظيمية المطلوبة لتعزيز وحدة الحركة. ضخ دماء جديدة في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح وأجهزة الدولة، لضمان تعزيز دورها في المرحلة القادمة.
تقدير الجهود العربية والدولية لوقف الحرب
أشاد الرئيس عباس بجهود مصر وقطر في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، كما وجه الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مساعيه لدعم جهود تحقيق السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى جهوده في تثبيت وقف إطلاق النار في القطاع.
رسالة إلى المجتمع الدولي
أكد الرئيس الفلسطيني أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والسياسية والإنسانية، والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وانتهاكاتها بحق الفلسطينيين.
وشدد على أن السلام والاستقرار في المنطقة لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، مطالبًا الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بدعم هذا المسار السياسي والدبلوماسي.