أكدت سلطة جودة البيئة الفلسطينية أن حماية البيئة الفلسطينية بمكوناتها كافة تُعد إحدى الركائز الأساسية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وسياساته التدميرية المستمرة، والتي تستهدف البيئة والموارد الطبيعية في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
اليوم الوطني للبيئة الفلسطينية: صمود وتحدٍ في مواجهة الاحتلال
وتحيي دولة فلسطين اليوم الوطني للبيئة الفلسطينية، الذي يصادف الخامس من آذار من كل عام، تحت شعار: "حماية البيئة الفلسطينية: ثبات وتحدٍ، صمود وتنمية"، تأكيدا على أن حماية البيئة جزء لا يتجزأ من معركة البقاء على الأرض الفلسطينية، وأحد مقومات الصمود والتحدي في مواجهة الممارسات الإسرائيلية العدوانية.
تدمير بيئي واسع النطاق في قطاع غزة
وأوضحت أن الحرب العدوانية أدت إلى تدمير 90% من المنازل في قطاع غزة، وفقا للتقارير الدولية، ما ترك مئات الآلاف بلا مأوى، وحوّل أحياءً بأكملها إلى أنقاض وأكوام من الدمار، إضافة إلى تدمير البنية التحتية من طرق وشبكات مياه وصرف الصحي، ما أدى إلى تسرب المياه العادمة إلى العديد من آبار المياه الجوفية، واختلاط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي، الأمر الذي تسبب في انتشار الأمراض.
وأكدت سلطة البيئة أن العدوان تعمد تحقيق الإبادة البيئية من خلال إلقاء أكثر من 80 ألف طن من القذائف والمتفجرات، ما أدى إلى تلوث الهواء والتربة والمياه، الذي ينعكس بالنتائج السلبية الضارة على صحة الإنسان ومكونات البيئة، والذي يُعرّض دولة فلسطين للافتقار إلى مصادرها ومواردها الطبيعية، ليحرم الشعب الفلسطيني والأجيال المقبلة منها، وليكون عائقا أمام سياسة دولة فلسطين في تنفيذ أجندتها بتحقيق التنمية المستدامة.
الضفة الغربية: استيطان وتهريب نفايات سامة
وفي الضفة الغربية، وفق البيان، تستمر عمليات تهريب النفايات الإسرائيلية الخطرة وغيرها إلى أراضينا، كما أن سياسة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي بأشكالها كافة في مختلف الأرض الفلسطينية، وكذلك الاستيلاء على الأراضي الزراعية، ساهمت في تدمير مكونات البيئة كافة، كما أن المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية تُبنى فوق الأراضي التي تحتوي على التنوع الحيوي، بالإضافة إلى ما ينتج عن عمليات البناء الاستيطاني الاستعماري من تدمير للبيئة الطبيعية، بسبب تجريف الأراضي وتغيير مجاري المياه وغيرها.
ورأت أن المشهد في الضفة الغربية، أصبح مشابها للواقع في قطاع غزة من حيث التدمير والاستهداف، فقد تراكمت الأنقاض بسبب تجريف الشوارع وتدمير البيوت في المخيمات، واختلاط الأنقاض المتراكمة وتدمير شبكات المياه والصرف الصحي، فقد عمد الاحتلال إلى تدمير البنية التحتية والمعدات الخاصة بإدارة النفايات الصلبة، وعرقلة عمل الطواقم الفنية في مجالس الخدمات المشتركة والهيئات المحلية، ما أدى إلى تراكم النفايات وتكدسها لأيام في العديد من المناطق، ما أدى إلى إنشاء مكبات عشوائية مؤقتة، بالإضافة إلى سياسات الاحتلال بالسيطرة والاستحواذ على المصادر البيئية والطبيعية خاصة في مناطق الأغوار.
وقالت سلطة جودة البيئة، إن صمود المواطن الفلسطيني في أرضه يعتبر نموذجا للتحدي البيئي، ويجسد ارتباطه بأرضه وحقه في الحفاظ على بيئته، وتعزيزا لهذا الصمود، تواصل سلطة جودة البيئة، بكوادرها كافة، جهودها في تعزيز القدرة على الصمود البيئي، باعتباره ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، فالنضال من أجل البيئة يعكس الإرادة الفلسطينية في تحقيق تنمية مستقلة ومستدامة للحفاظ على مواردنا الطبيعية للأجيال المقبلة.