رغم الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، اجتمع الفلسطينيون في غزة لأداء أول صلاة جمعة في رمضان على أنقاض المساجد المدمرة، ليؤكدوا أن الإيمان لا يُهدم والعبادة لا تُمحى.
في مدينة خان يونس، حيث كان المسجد الألباني شامخًا قبل أن يتحول إلى ركام، اصطف المصلون فوق بقايا الحجارة والسجاد المهترئ، رافعين أصواتهم بالتكبير، متحدّين الاحتلال الذي هدم المساجد لكنه لم يستطع هدم الإيمان.
1109 مساجد مدمرة في غزة.. العبادة مستمرة رغم القصف
وفقًا لتقارير وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، فقد دمّر الجيش الإسرائيلي 1109 مساجد بشكل كلي أو جزئي خلال العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، حيث تحولت 834 مسجدًا إلى أنقاض، فيما أصيبت 275 أخرى بأضرار جسيمة جعلتها غير صالحة للاستخدام، ما أثر بشكل مباشر على إقامة الصلوات والشعائر الدينية.
ورغم ذلك، لم يتوقف الفلسطينيون عن إحياء شعائرهم الدينية، حيث أقيمت الصلاة في الساحات العامة وعلى أنقاض المساجد المدمرة، في رسالة صمود وتحدٍ للاحتلال الذي يسعى لطمس الهوية الدينية والوطنية.
شهر رمضان وسط مأساة التشريد والمعاناة الإنسانية
يأتي رمضان هذا العام على الفلسطينيين في غزة في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث دُمّرت آلاف المنازل، واضطر 1.5 مليون فلسطيني إلى النزوح القسري، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الطبية.
وقال المسن الفلسطيني أبو علي شقير، من سكان خان يونس:
"الحمد لله، بلغنا رمضان رغم الجراح والمعاناة. نقضي أيامنا في الذكر والعبادة، ونسأل الله أن يرفع عنا هذا البلاء".
إبادة جماعية ومآسٍ إنسانية مستمرة
حتى 7 مارس 2025، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 48,365 شهيدًا، إضافة إلى أكثر من 160,000 جريح ومفقود، معظمهم من الأطفال والنساء، في جرائم إبادة مدعومة أمريكيًا.
ومع استمرار هذه المأساة، يظل رمضان في غزة شاهدًا على صمود شعب يواجه الموت بالعبادة، والقهر بالصلاة، والتشريد بالصبر، رافعًا صوته للعالم أن غزة لا تموت، وأهلها لا يُهزمون.