في يوم المرأة العالمي.. نساء غزة بين جحيم الإبادة الجماعية والصمت الدولي

الثامن من آذار.jpg

في اليوم العالمي للمرأة، لا تحتفل نساء فلسطين بإنجازاتهن، بل يقفن شاهدات على حرب إبادة جماعية مستمرة، استهدفتهن بشكل مباشر، وألقت على عاتقهن أعباء فقدان الأحبة، الإصابات الجسدية، النزوح القسري، وانهيار مقومات الحياة الأساسية في قطاع غزة.

الإبادة الجماعية.. استهداف ممنهج للنساء في غزة

منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، كان القتل ممنهجًا، حيث استُهدفت النساء كما استُهدفت الحياة ذاتها. 12,316 امرأة استشهدن، بعضهن احترقن حتى الموت، وأخريات تحوّلن إلى أشلاء متناثرة، فيما قتلت أمهات بدم بارد أثناء محاولتهن حماية أطفالهن.

تقول نور الدلو، 18 عامًا، وهي إحدى الناجيات من القصف الإسرائيلي: "بصاروخ إسرائيلي فقدت أمي وأختي وابنة أختي، وبُترت ساقاي. عندما أفقت، لم أتعرف على جسدي، لم أستطع الصراخ أو البكاء، كان الألم يفوق الوصف. اليوم، لا منزل، لا دراسة، لا علاج، ومستقبلي مجهول بانتظار السماح لي بالسفر لتركيب طرف صناعي."

أمهات فقدن كل شيء.. ولا وداع أخير

تؤكد شهادات الناجيات أن نساء غزة تحملن أفظع أعباء الحرب، إذ خسرن أبناءهن، وأحبتهن، دون أن تتاح لهن حتى فرصة الوداع الأخير. بعضهن لم يجدن قبورًا لزيارتها، فيما لم يمنحهن الاحتلال وقتًا للحزن، حيث تراكمت المآسي والمجازر دون توقف.

تقول المحامية سماح عاشور من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان: "قلبي يعتصره الألم، فقدتُ شقيقي عبد الله، ولم يكد يمر أسبوع حتى فقدت زميلتي المحامية نور أبو النور، ثم شقيقي الثاني بعد أشهر. لم يعد لدي طاقة لتحمل المزيد من الخسارات المتتالية."

النساء في غزة.. بين التجويع والموت البطيء

فرض الاحتلال الإسرائيلي سياسة تجويع ممنهجة، إذ تعاني النساء من نقص حاد في الغذاء والرعاية الطبية، ما أدى إلى ولادات مبكرة، إسقاط الأجنّة، ومضاعفات صحية تهدد حياتهن.

تروي تحرير العريان، 34 عامًا، معاناتها بعد تعرضها لهجوم وحشي من جنود الاحتلال أثناء حملها: "تعرضت لعضة كلب تابع للجيش الإسرائيلي، وسُحبت على الأرض لمسافة 15 مترًا، بينما كان الجنود يضحكون. أصبت بنزيف حاد، وتم تشخيصي بتسمم الحمل، ما استدعى عملية قيصرية عاجلة، لكن طفلي لم ينجُ. انتظرت تسعة أشهر لأضمه إلى صدري، لكن الاحتلال سرق فرحتي بوحشية."

نساء فقدن المعيل.. وتحملن أعباء لا تطاق

في قطاع غزة، أُلقيت على عاتق النساء مسؤوليات إعالة أسرهن بعد فقدان المعيل، في ظل انعدام فرص العمل وندرة الغذاء.

تقول زينب أبو العطا، 49 عامًا، أرملة وأم لستة أبناء"بعد استشهاد زوجي، أصبحت وحيدة في مواجهة الفقر والجوع. لا طعام كافٍ لنا، وفي كل وجبة أفضّل أطفالي على نفسي، لكن الإرهاق ينهكني والشعور بالعجز يقتلني."

وقف إطلاق النار لم يوقف المعاناة

ورغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، لا تزال النساء يعشن في ظروف غير إنسانية، حيث نزح الآلاف إلى خيام غير صالحة للسكن، وسط نقص حاد في المياه النظيفة والطعام والرعاية الصحية.

تقول أميرة العبد، 29 عامًا"لا فرق بين الحرب والهدنة، باستثناء توقف القصف. نعاني من البرد والجوع، ونعيش وسط مياه الصرف الصحي، بينما المساعدات لا تصل، والاحتلال مستمر في سياسة التجويع."

تصعيد متوقع.. والنساء يدفعن الثمن

في ظل تعثر المفاوضات، تتجه إسرائيل لتنفيذ "خطة الجحيم"، التي تشمل تهجيرًا جديدًا، وقطع الكهرباء، واستئناف القصف، ما يزيد من قلق النساء على مصير أبنائهن وأجسادهن التي أنهكها الجوع والبرد والتشريد.

مطالبات عاجلة لحماية النساء في غزة

يطالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بـ: الضغط لضمان استمرار وقف إطلاق النار وحماية النساء من تداعيات الإبادة الجماعية. ,إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، بما يشمل المأوى، الغذاء، والرعاية الصحية. وفتح المعابر فورًا للسماح للمصابات بالسفر لتلقي العلاج العاجل.إطلاق عملية إعادة إعمار شاملة، مع تقديم دعم نفسي واجتماعي للنساء الناجيات. محاسبة إسرائيل أمام المحاكم الدولية على جرائمها ضد النساء الفلسطينيّات.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة