أكدت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، أن إسرائيل تمارس إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، مشددة على أن محاولاتها الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة مجرد وهم.
وفي مقابلة مع تلفزيون فلسطين، أوضحت ألبانيز أن إسرائيل تستهدف الفلسطينيين كشعب موحد، وليس ككيانات منفصلة، معتبرة أن سياساتها في غزة والضفة تأتي ضمن إستراتيجية التطهير العرقي، مشيرة إلى أن الإبادة الجماعية بدأت في غزة وامتدت إلى الضفة الغربية، حيث يواجه الفلسطينيون مخاطر التهجير والقتل.
مشروع "إسرائيل الكبرى" وتهديد الوجود الفلسطيني
وأضافت ألبانيز: "أنا لا أعتقد أن إسرائيل تريد قتل كل فلسطيني، لكنها تسعى للقضاء على فكرة الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة لصالح مشروع "إسرائيل الكبرى"، عبر فرض ثلاثة خيارات: المغادرة، أو الخضوع، أو القتل، كما أعلنه الوزير الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش."
وأشارت إلى أن ما يحدث في الضفة الغربية يختلف في الشدة والسرعة عن غزة، لكنه يبقى جزءًا من المخطط الإسرائيلي طويل الأمد، الذي بدأ منذ النكبة، مرورًا بالنكسة، وصولًا إلى العدوان الحالي الذي استغلته تل أبيب تحت غطاء الطوارئ.
الأونروا محمية بقرارات دولية ولا يمكن إنهاؤها
وفيما يتعلق بمحاولات إسرائيل استهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، شددت ألبانيز على أن الوكالة الأممية لا يمكن إنهاؤها، لأنها تأسست بموجب قرار دولي ومحمية بالقوانين والمواثيق الدولية.
وأضافت:
"إسرائيل لا تستهدف الأونروا فقط لإنهاء حق العودة، بل لأنها أكبر هيئة تابعة للأمم المتحدة في فلسطين المحتلة. التخلص منها سيسرّع تفكيك أي وجود أممي يعارض سياساتها الاستيطانية والتطهير العرقي".
وأوضحت أن محاولات تل أبيب لتشويه صورة الأونروا وتصنيفها كمنظمة "إرهابية" لن تؤثر على شرعيتها الدولية، مؤكدة أن الحقوق الفلسطينية، خاصة حق اللاجئين، ستظل محفوظة بموجب القانون الدولي، بغض النظر عن محاولات بعض الدول مثل الولايات المتحدة وسويسرا وهولندا قطع التمويل عنها.
تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة بات ضرورة دولية
وحول عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، أكدت ألبانيز أن تعليق عضويتها أصبح ضرورة ملحّة نظرًا لانتهاكاتها المتكررة ضد المؤسسات الأممية في الأراضي المحتلة.
وقالت: "حتى لو تجاهلنا الاحتلال غير القانوني والفصل العنصري والإبادة الجماعية، فإن تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي بسبب هجماتها المباشرة على الأمم المتحدة. لقد دمرت 70% من مقراتها في غزة، واستهدفت مدارس الأونروا، وجرّمت موظفيها، متهمة إياهم بالإرهاب."
وأضافت أن إسرائيل مزقت ميثاق الأمم المتحدة أمام الجمعية العامة، وهاجمت مسؤوليها بمن فيهم الأمين العام، واعتبرتهم شخصيات غير مرغوب بها، مما يشكل سابقة خطيرة تستوجب تحركًا دوليًا لفرض العقوبات عليها.
دعوات دولية لتفعيل العقوبات ضد إسرائيل
اختتمت ألبانيز حديثها بالتأكيد على أن عدم محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها سيؤدي إلى انهيار النظام القانوني الدولي، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حازمة لتعليق عضويتها حتى تلتزم بميثاق الأمم المتحدة وتحترم القوانين الدولية.