أعلن الاتحاد الأوروبي عن ترحيبه بالخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي تم تبنيها خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة، معتبرًا أنها تمثل أساسًا جادًا للمناقشات حول مستقبل غزة، مشيرًا إلى استعداده لمناقشة تفاصيلها مع شركائه العرب.
وفي بيان صادر اليوم الأحد، أكد الاتحاد الأوروبي أن أي خطة مستقبلية لغزة يجب أن توفر حلولًا موثوقة لإعادة الإعمار، وتحقيق الاستقرار الأمني والحكم الرشيد، وأن تعتمد على إطار سياسي وأمني متين يحظى بقبول الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لضمان السلام والأمن المستدامين في المنطقة.
أربع دول أوروبية تدعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة
في سياق متصل، أعلنت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا دعمها للخطة العربية لإعادة إعمار غزة، والتي تقدر تكلفتها بـ 53 مليار دولار، وتجنب إبعاد السكان الفلسطينيين عن القطاع. وأكد وزراء خارجية هذه الدول، في بيان مشترك صدر في برلين، أن الخطة تمثل مسارًا واقعيًا لإعادة الإعمار، مشددين على أن تنفيذها سيؤدي إلى تحسين سريع ومستدام للظروف المعيشية الكارثية في غزة.
وأشار البيان الأوروبي إلى أهمية الدور المركزي للسلطة الفلسطينية، حيث أكد أن حماس لا ينبغي لها أن تحكم غزة أو تشكل تهديدًا لإسرائيل بعد الآن، داعيًا إلى دعم الجهود الرامية إلى إعادة هيكلة إدارة القطاع تحت إشراف السلطة الفلسطينية.
مصر تقود المبادرة وسط انقسام دولي حول مستقبل غزة
يُذكر أن مصر صاغت الخطة وأقرتها الزعامات العربية يوم 4 مارس 2025، في إطار مبادرة إقليمية تهدف إلى إعادة إعمار غزة وإنهاء الأزمة الإنسانية فيها. وعلى الرغم من الدعم الأوروبي والعربي، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض الخطة، مشيرًا إلى أنه يريد تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" من خلال خطة مختلفة تتضمن إعادة توطين السكان خارج القطاع.
كما أعلنت منظمة التعاون الإسلامي اليوم السبت تبنيها للخطة العربية، مؤكدة أن المبادرة تمثل بديلًا عمليًا لمقترح ترامب، الذي يهدف إلى إعادة تشكيل الوضع الديموغرافي في القطاع.
الاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه بدعم السلطة الفلسطينية
أكد الاتحاد الأوروبي أنه سيواصل دعمه السياسي والمالي للسلطة الفلسطينية وبرنامجها الإصلاحي، بهدف مساعدتها على الاستعداد للعودة إلى حكم قطاع غزة. وشدد على أهمية توفير إطار دولي يدعم إعادة الإعمار، ويضمن مستقبلًا آمنًا ومستقرًا للقطاع.
خطة إعادة إعمار غزة: بين الدعم الأوروبي والرفض الأمريكي
تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة، حيث تقدر الأضرار التي خلفتها الحرب بمليارات الدولارات، مما يجعل إعادة الإعمار أولوية قصوى للمجتمع الدولي. ومع دعم الاتحاد الأوروبي والدول العربية، ومعارضة الولايات المتحدة، يبقى تنفيذ الخطة مرهونًا بمدى قدرة المجتمع الدولي على إيجاد توافق سياسي يضمن إعادة إعمار غزة دون المساس بحقوق الفلسطينيين أو فرض حلول تتنافى مع تطلعاتهم الوطنية.