حماس: واشنطن لم تطرح استبعاد الحركة من المشهد السياسي الفلسطيني

طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس.jpg

أكد طاهر النونو، القيادي في حركة حماس، أن الولايات المتحدة لم تطرح خلال المباحثات استبعاد الحركة من المشهد السياسي الفلسطيني، مشيرًا إلى أن اللقاءات التي عقدتها قيادات الحركة مع المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بولر، في الدوحة، ركزت بشكل أساسي على ملف الأسرى والمفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق.

وفي تصريحات خاصة لوكالة رويترز، أوضح النونو أن المحادثات تناولت قضايا إطلاق سراح أحد الأسرى مزدوجي الجنسية، لافتًا إلى أن حماس تعاملت مع الملف بإيجابية ومرونة بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني. كما شدد على أن اللقاءات التي جرت كانت إيجابية ويمكن البناء عليها، مضيفًا: "لم تكن هناك إملاءات أميركية، بل ناقشنا قضايا الأسرى وآليات تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق لتحقيق الاستقرار في المنطقة".

لقاءات القاهرة والتوافق على إدارة مؤقتة لقطاع غزة

على صعيد متصل، تطرق النونو إلى اللقاءات التي أجراها وفد حماس في القاهرة، حيث أكد أن المباحثات تناولت التصور المصري لدعم الشعب الفلسطيني، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وشدد على أن الحركة ملتزمة بتنفيذ الاتفاق، مع ضرورة التزام إسرائيل بجميع بنوده.

وفي خطوة لافتة، أعلنت حركة حماس موافقتها على تشكيل لجنة "الإسناد المجتمعي" من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة، وذلك لحين ترتيب البيت الفلسطيني وإجراء الانتخابات العامة على المستويات الوطنية والرئاسية والتشريعية.

جاء ذلك خلال اجتماع وفد من قيادة حماس، برئاسة محمد درويش، رئيس المجلس القيادي للحركة، مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، حيث ناقش الجانبان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إلى جانب التطورات السياسية والميدانية في غزة.

حماس ترحب بالدور المصري وخطة إعادة إعمار غزة

عقب الاجتماع، أعرب وفد حماس عن تقديره للجهود المصرية في التصدي لمخططات تهجير الفلسطينيين، مشيدًا بـ مخرجات القمة العربية، وخاصة خطة إعادة إعمار غزة، التي تحظى بدعم إقليمي ودولي متزايد. كما جددت الحركة تأكيدها على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، مشددة على ضرورة فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق في أقرب وقت.

خلفية: دعم أوروبي للخطة العربية لإعادة إعمار غزة

يأتي هذا التطور في ظل إعلان أربع دول أوروبية كبرى، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، وإيطاليا، دعمها للخطة العربية لإعادة إعمار غزة، التي تقدر تكلفتها بـ 53 مليار دولار. وأكد وزراء خارجية هذه الدول أن الخطة توفر مسارًا واقعيًا لإعادة الإعمار وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين، مع الإشارة إلى ضرورة إدارة القطاع بشكل يضمن عدم تهديد أمن إسرائيل.

في المقابل، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذه الخطة، وقدم تصورًا بديلًا يهدف إلى تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، يتضمن إعادة توطين السكان في دول أخرى، وهو ما لاقى رفضًا عربيًا ودوليًا واسعًا.

ختام: مطالبات بضمان تنفيذ الاتفاق واستقرار غزة

مع استمرار الجهود السياسية والدبلوماسية، يبقى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مرهونًا بالتزام كافة الأطراف ببنوده، وسط دعوات دولية لتوفير بيئة مستقرة في غزة، تسمح بإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار السياسي، في ظل تصاعد الضغوط على إسرائيل لوقف سياسات الحصار والتضييق على القطاع.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القاهرة