إغلاق معابر غزة يُفاقم الكارثة الصحية ويهدد حياة المرضى

شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية تصطف على معبر رفح الحدودي في مصر متجهة إلى غزة.AP.webp

يتواصل إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمعابر قطاع غزة لليوم العاشر، مما يزيد من الأزمة الإنسانية والصحية التي يعيشها السكان، حيث تمنع إسرائيل دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يهدد حياة آلاف المرضى، لا سيما الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

الطفل محمد مخيمر.. بين الاختناق والحصار

يصارع محمد مخيمر (13 عامًا)، المصاب بمرض الربو المزمن، من أجل التقاط أنفاسه، لكنه لا يستطيع الحصول على علاجه الأساسي بسبب منع الاحتلال إدخال الأدوية إلى غزة.

كل صباح، تسير والدته لساعات بحثًا عن دواء "السالبوتامول" الذي يساعد صغيرها على التنفس، لكن الصيدليات والمستشفيات ترد بعبارة واحدة: "المعابر مغلقة، والأدوية لم تدخل بعد".

يقول محمد بصوت متقطع: "أشعر وكأنني أغرق، لا أستطيع التنفس جيدًا، والدتي تحاول مساعدتي، لكنها لا تجد الدواء".

إغلاق المعابر يُفاقم المعاناة في المستشفيات

مع استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم، الذي كان المنفذ الأساسي لدخول الأدوية والمستلزمات الطبية، باتت المستشفيات والمراكز الصحية في غزة غير قادرة على تلبية احتياجات المرضى، فيما يتكدس المئات يوميًا في أروقة المشافي للحصول على العلاج المحدود.

والدة محمد تقول: "كنا نواجه صعوبة في العثور على دواء ابني قبل إغلاق المعابر، لكنه كان موجودًا ولو بشق الأنفس، أما الآن، فالوضع كارثي، الكهرباء مقطوعة، الدواء غير متوفر، وحتى المستشفيات مكتظة بالمرضى الذين يعانون من الأعراض نفسها".

المسن محمود قنن.. معاناة مستمرة مع إغلاق المعابر

لم تكن معاناة الأطفال وحدهم في غزة، فالمسن محمود قنن (60 عامًا)، الذي يعاني من أمراض الضغط والسكري، وجد نفسه بلا علاج، بعدما توقفت عيادة الأونروا في خانيونس عن تقديم أدويته الشهرية بسبب نقص الإمدادات الطبية.

يقول قنن: "منذ أن عدت إلى المخيم في مايو 2024، لم أستطع الحصول على علاجي المعتاد، الصيدليات تعاني من نقص حاد، والأدوية البديلة باهظة الثمن، مما أجبرني على البحث في المستشفيات الميدانية، لكن دون جدوى".

إسرائيل تشدد الحصار وتمنع المساعدات الإنسانية

لليوم التاسع على التوالي، تستمر إسرائيل في إغلاق معابر غزة، متجاهلة التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية وشيكة، حيث أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقف دخول الأدوية والمساعدات الإنسانية بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، في خطوة تُفاقم معاناة السكان.

الأمم المتحدة تحذر: خطر المجاعة ونقص الدواء يهددان غزة

حذرت وكالات الإغاثة الدولية، الإثنين، من انهيار المنظومة الصحية في غزة نتيجة منع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، مؤكدة أن استمرار إغلاق المعابر أدى إلى نقص حاد في العلاجات الأساسية، خاصة لمرضى الربو، السكري، القلب، والسرطان.

وأكدت المقررة الأممية الخاصة بالأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، أن إسرائيل تستخدم المساعدات كسلاح حرب، مشددة على أن منع إدخال الإمدادات الطبية يُعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني.

دعوات دولية لفتح المعابر فورًا وإنقاذ المرضى

وسط تفاقم الأزمة الصحية والإنسانية في غزة، تطالب المنظمات الدولية والحقوقية بالضغط على الاحتلال لفتح المعابر فورًا، والسماح بدخول الإمدادات الطبية والغذائية، لمنع حدوث كارثة صحية قد تؤدي إلى فقدان مزيد من الأرواح بسبب غياب العلاج الأساسي.

وفي ظل استمرار الحصار، يبقى المرضى في غزة عالقين بين الاحتلال والموت، في انتظار أن يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ أرواحهم قبل فوات الأوان.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة