في تحول مفاجئ عن النهج السابق، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، استعداده لتولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وهو ما كان يرفضه سلفه هرتسي هليفي بشدة.

يأتي هذا التطور بينما تستمر المفاوضات في الدوحة بشأن تمديد وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع.

تغيير استراتيجي في التعامل مع المساعدات

ذكرت قناة "12" الإسرائيلية أن زامير أبلغ القيادة السياسية الإسرائيلية بأن الجيش لم يعد يعارض تحمل مسؤولية إيصال المساعدات، أو السماح لأطراف خارجية بالإشراف عليها تحت حماية الجيش، في خطوة تعكس تغييرًا في السياسة العسكرية تجاه غزة.

شركة أمريكية قد تتولى الإشراف

كشفت التقارير عن شركة أمريكية تشرف حاليًا على مرور المدنيين داخل غزة، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، وقد تكون مرشحة لإدارة توزيع المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي إذا تم تنفيذ الخطة.

تعطيل المساعدات وسط أزمة إنسانية خانقة

ورغم هذه المستجدات، تواصل إسرائيل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث أعلنت السلطات الإسرائيلية قبل أسبوع وقف إدخال شاحنات الإغاثة، على الرغم من استمرار الهدنة.

كما أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، الأحد الماضي، أنه أصدر تعليماته بوقف إمداد قطاع غزة بالكهرباء والمياه، مما زاد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.

الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا

بعد أكثر من 15 شهرًا على الحرب الدامية التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، يواجه قطاع غزة كارثة إنسانية، وسط تحذيرات أممية من العراقيل التي تضعها إسرائيل أمام دخول المساعدات، على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ 19 يناير 2025.

وفق المصادر الفلسطينية، بلغ العدد الإجمالي للشاحنات التي دخلت القطاع منذ بدء الهدنة 7926 شاحنة حتى أواخر فبراير الماضي، إلا أن هذا العدد لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان، وفق تقديرات المنظمات الإغاثية العربية والدولية.

موقف فلسطيني رافض لتدخل إسرائيل في إدارة المساعدات

فيما يرى الفلسطينيون أن إشراف الجيش الإسرائيلي على المساعدات قد يكون غطاءً لمزيد من القيود والتحكم في تدفق الإغاثة، تطالب الجهات الفلسطينية والدولية بإدارة مستقلة للمساعدات الإنسانية، مع ضمان حرية وصولها إلى المحتاجين دون تدخلات سياسية أو عسكرية.