غزة تواجه كارثة بيئية خطيرة وسط حصار الاحتلال وتوقف محطات الصرف الصحي

مياه الصرف الصحفي قطاع غزة.jpg

تحت وطأة الحصار الإسرائيلي والتجويع الممنهج، تواجه مدينة غزة كارثة بيئية تهدد حياة السكان، حيث غرقت بعض الشوارع بمياه الصرف الصحي بسبب توقف محطات الضخ. جاء ذلك بعد أن أغلقت سلطات الاحتلال جميع المعابر، مما أدى إلى منع دخول الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، مما تسبب في تفاقم الأزمة البيئية والصحية.

انهيار منظومة الصرف الصحي وتفاقم الأزمة الصحية

تسبب العدوان الإسرائيلي في تدمير 175 ألف متر من شبكات الصرف الصحي، ما أدى إلى طفح المياه العادمة في العديد من الأحياء، لا سيما المناطق المنخفضة. وأكد المتحدث باسم بلدية غزة، حسني مهنا، أن استهداف الاحتلال لمحطات المعالجة وبرك تجميع مياه الأمطار أدى إلى كارثة صحية وبيئية، مع انتشار الروائح الكريهة والحشرات، ما ينذر بتفشي الأوبئة في الأحياء المكتظة بالسكان.

إغلاق المعابر ومنع الوقود يزيد الأزمة تعقيدًا

منذ انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مطلع مارس/آذار الجاري، أعاد الاحتلال إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مما تسبب في نقص حاد في الوقود اللازم لتشغيل مرافق البنية التحتية، بما في ذلك محطات المياه والصرف الصحي. وأوضح مهنا أن إغلاق المعابر منذ 13 يومًا أدى إلى تفاقم الأزمة، حيث باتت المياه العادمة تهدد حياة 2.4 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع المحاصر.

تحذيرات من كارثة إنسانية وبيئية وشيكة

حذر مهنا من أن الفيضانات البيئية قد تتسبب في انهيارات بالمباني السكنية، وتلوث الخزان الجوفي، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة، ويزيد من مخاطر انتشار الأمراض الخطيرة. ودعا إلى تدخل دولي عاجل لإدخال المعدات اللازمة لصيانة محطات الصرف الصحي وتخفيف الكارثة قبل تفاقمها.

شهادات ميدانية: "نعيش وسط المياه العادمة"

المواطن محمد بركات، الذي يقطن قرب بركة الشيخ رضوان شمال غزة، وصف الوضع بأنه لا يُحتمل، حيث أدى اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الأمطار إلى تحول المنطقة إلى بؤرة للعدوى والأمراض. وأشار إلى أن الاحتلال استهدف بركة الشيخ رضوان أكثر من مرة، مما أدى إلى انهيار نظام تصريف المياه بالكامل.

البنية التحتية مدمرة بنسبة 88% وسط استمرار الأزمة

بحسب سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، تعرض أكثر من 68% من شبكات الكهرباء لأضرار فادحة، حيث تم تدمير 830 كيلومترًا من شبكات الجهد المتوسط والنقل، إضافة إلى تدمير 2700 كيلومتر من شبكات الجهد المنخفض، وأكثر من 2105 محولات كهربائية، مما أدى إلى عجز شبه كامل في تزويد غزة بالطاقة، وفاقم من انهيار خدمات الصرف الصحي.

خطر التلوث وتهديد حياة السكان

مع استمرار تساقط الأمطار، يحذر خبراء البيئة من أن طفح مياه الصرف الصحي قد يؤدي إلى كوارث صحية وانهيارات في البنية التحتية، إضافة إلى تلوث مياه الشرب بالخزان الجوفي، مما يزيد خطر انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بين سكان غزة.

دعوات للتدخل الدولي العاجل

في ظل هذه الكارثة، تطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية بـضغط دولي على الاحتلال الإسرائيلي لوقف سياسة التجويع الممنهج والسماح بدخول الوقود والمعدات الضرورية لإنقاذ البنية التحتية المتهالكة في قطاع غزة، قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة