حماس تشترط تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار للإفراج عن رهينة أميركي وجثامين أربعة آخرين

صورة للجندي الإسرائيلي من أصول أميركية والرهينة عيدان ألكسندر (أ.ف.ب).jpeg

أعلنت حركة حماس أنها لن تفرج عن عيدان ألكسندر، الرهينة الأميركي الإسرائيلي، وأربعة جثامين لرهائن آخرين إلا في حال تنفيذ إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار القائم في قطاع غزة، مشددة على أن هذا الاتفاق يعد "استثنائيًا" ويهدف إلى إعادة الهدنة إلى مسارها الصحيح.

مفاوضات المرحلة الثانية واشتراطات حماس

أكد مسؤول بارز في حماس أن المحادثات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن تبدأ في يوم الإفراج عن الرهينة، وأن تمتد المفاوضات لأكثر من 50 يومًا، مشيرًا إلى أن الحركة تطالب بوقف القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة والانسحاب من محور فيلادلفيا الاستراتيجي الواقع على حدود القطاع مع مصر.

وأوضح المسؤول، الذي تحدث لوكالة أسوشييتد برس بشرط عدم الكشف عن هويته، أن حماس ستطالب بالإفراج عن المزيد من الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديها.

إسرائيل تتهم حماس بـ"التلاعب" والولايات المتحدة تسعى لتمديد الهدنة

اتهم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس بممارسة "حرب نفسية" من خلال الإعلان عن عرضها ثم طرح شروط جديدة، بينما أكدت الولايات المتحدة أنها قدمت مقترحًا لتمديد وقف إطلاق النار لعدة أسابيع إضافية لإفساح المجال للمفاوضات.

وأشارت واشنطن إلى أن حماس تُظهر مرونة إعلامية، لكنها تقدم مطالب غير واقعية خلال الاجتماعات المغلقة، مما يعيق تحقيق تقدم في الاتفاق.

اتفاق التبادل السابق واستمرار التصعيد الإسرائيلي

في المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، التي انتهت مطلع مارس، أُفرج عن 33 رهينة إسرائيليًا، بينهم 8 قتلى، بينما أطلقت إسرائيل سراح 1800 أسير فلسطيني. كما أطلقت الفصائل الفلسطينية سراح خمسة رهائن تايلانديين خارج إطار التبادل الرسمي.

ورغم انتهاء المرحلة الأولى، فإن إسرائيل لا تزال تشن هجمات على قطاع غزة، حيث قتل جيش الاحتلال أربعة أطفال فلسطينيين شمال القطاع، وفقًا للهلال الأحمر الفلسطيني.

أزمة إنسانية متفاقمة وسط إغلاق المعابر

مع استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. وقال أبو أحمد، أحد سكان دير البلح، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية: "لا لحوم لدينا ولا طعام كافٍ، المعابر مغلقة وأطفالنا يعانون من سوء التغذية".

وتشير التقارير إلى أن إسرائيل أوقفت إمدادات الكهرباء للقطاع، مما زاد من معاناة السكان. وأكد المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، أن الاحتلال لم يلتزم بتنفيذ البروتوكول الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن إسرائيل تمنع إدخال المساعدات الغذائية والدوائية، إضافة إلى الوقود والخيام والبيوت المتنقلة.

المفاوضات مستمرة رغم التعثر

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب عرضت تمديد وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا مقابل إطلاق سراح عدد من الرهائن المحتجزين لدى حماس، إلا أن نتنياهو وصف هذه التقارير بأنها "غير صحيحة".

في ظل هذه التطورات، تواصل الدول الوسيطة، خاصة مصر وقطر والولايات المتحدة، جهودها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، في محاولة للتوصل إلى اتفاق شامل يضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وتخفيف الأزمة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة