إغلاق المعابر يزيد خطر المجاعة في غزة وسط أزمة إنسانية متفاقمة

110325_Jabalia_OSH_00(4).jpg

يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية حادة مع استمرار إغلاق الاحتلال للمعابر، ما أدى إلى تراجع حاد في توزيع المساعدات الغذائية على السكان، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى الإغاثة، خاصة مع حلول شهر رمضان.

معاناة العائلات في ظل نقص الغذاء

منذر بركة، خمسيني يعيل أسرة كبيرة، كان يعتمد بشكل أساسي على الطرود الغذائية التي تقدمها المؤسسات الإغاثية، لكن منذ إغلاق المعابر لم تعد تصل أي مساعدات إلى أسرته، ما جعله وأطفاله السبعة ووالديه في مواجهة خطر الجوع.

"كنا نعتمد على المساعدات الغذائية لتوفير الحد الأدنى من احتياجاتنا، لكن منذ الإغلاق لم نحصل على أي طرود أو دقيق"، يقول بركة، معبرًا عن قلقه من تفاقم الوضع إذا استمر الاحتلال في استخدام الغذاء كسلاح حرب.

ولا يقتصر الأمر على أسرة بركة، فآلاف العائلات تعاني المصير ذاته، خصوصًا أن الإغلاق جاء في وقت تراجعت فيه كميات المساعدات الغذائية المخزنة داخل القطاع.

تراجع حاد في توزيع المساعدات الغذائية

مع استمرار الحصار، تقلصت عمليات توزيع الطرود الغذائية بشكل كبير، إذ باتت المؤسسات الإغاثية غير قادرة على تأمين الإمدادات الكافية، ما أدى إلى تقليل الحصص الموزعة على الأسر المحتاجة.

يقول سليم أبو الحمص، وهو مواطن فقد شقيقه خلال الحرب ويعيل أسرته إلى جانب أسرة شقيقه الراحل، إنه لم يحصل منذ إغلاق المعابر إلا على عدد قليل من الطرود، بالكاد تكفي ليومين أو ثلاثة.

"اضطررنا لإلغاء وجبة السحور والاكتفاء بالإفطار فقط، مع استمرار الإغلاق نخشى أن نواجه مجاعة حقيقية"، يضيف أبو الحمص، مشيرًا إلى أن الوضع أصبح أشبه بكارثة إنسانية، خاصة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام فرص الدخل.

الحصار يهدد حياة السكان

بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات أدى إلى تزايد مؤشرات المجاعة، حيث فقد 80% من السكان مصادرهم الغذائية، وتوقفت 25% من المخابز عن العمل بسبب نقص الوقود والمواد الأساسية.

كما حذر البيان من أن الأسواق أصبحت شبه خالية من السلع الأساسية، مما يهدد حياة المدنيين، مشددًا على أن الاحتلال يستخدم سياسة التجويع كأداة لفرض حصاره على غزة.

مطالبات بتدخل دولي عاجل

في ظل تفاقم الأزمة، دعت الجهات الحقوقية والإنسانية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل للضغط على الاحتلال لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات، محذرة من أن استمرار الحصار سيؤدي إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية والخدماتية في القطاع.

ويبقى السؤال الأبرز: إلى متى سيستمر الحصار المفروض على سكان غزة، وكيف يمكن للعالم أن يتجاهل كارثة إنسانية تهدد أكثر من مليوني شخص؟

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة