"استيقظنا على الرعب".. أهالي غزة يروون لحظات القصف والموت تحت الأنقاض

تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة يجبر الأهالي على النزوح.jpeg

استيقظ أهالي قطاع غزة، فجر اليوم الثلاثاء، على وقع عشرات الغارات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، وسط حالة من الصدمة والرعب بعد أسابيع من الهدوء النسبي. ومع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، عاد القطاع إلى دائرة التصعيد والدمار، مما أجبر العائلات على النزوح مجددًا تحت وطأة القصف العنيف.

قلق وتوتر بين سكان غزة مع انهيار الهدنة

بعد شهرين من الترقب الحذر، عاش الغزيون ليلة دامية بدأت مع حلول الساعة الثانية فجرًا، حيث استهدفت الطائرات الإسرائيلية مواقع مدنية، بينها منازل وملاجئ للنازحين، مما أدى إلى سقوط شهداء وإصابات بالعشرات.

وتقول مريم العقاد، وهي إحدى سكان غزة، إنّها شعرت وكأن الأرض تهتز تحت قدميها لحظة بدء الغارات، مضيفة: "في كل مرة نحاول استعادة حياتنا، يعيدنا الاحتلال إلى نقطة الصفر. لا استقرار، لا أمان، فقط انتظار للمجهول".

تصعيد عسكري واستهداف ممنهج للمدنيين

أكدت مصادر محلية أن الاحتلال تعمّد قصف مناطق مأهولة بالسكان، فيما وثقت طواقم الإسعاف استهداف مخيمات النازحين ومدارس الإيواء، وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية نتيجة الحصار المستمر وإغلاق المعابر.

وتوضح سمر أبو الكاس، وهي أم لثلاثة أطفال، حجم الفزع الذي عاشته العائلات قائلة: "استيقظنا على أصوات الانفجارات، كان القصف عنيفًا ومتزامنًا. لم يكن هناك أي وقت للهرب، وكأن الاحتلال يريد أن يعيد إلينا ذكريات الحرب المدمرة".

المفاوضات تنهار وإسرائيل توسّع هجومها

يتزامن العدوان الإسرائيلي الجديد مع تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، وسط تهديدات الاحتلال بـتصعيد عسكري أوسع إذا لم تتحقق مطالبه الأمنية. وتؤكد مصادر مطّلعة أن الاحتلال تعمّد إبقاء الأوضاع غامضة، مستخدمًا الحرب النفسية لتعميق القلق لدى سكان غزة.

من جانبه، صرّح الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، قائلاً: "إسرائيل تستأنف عدوانها بغطاء أميركي، مرتكبة عشرات المجازر في ليلة واحدة، في حرب إبادة جماعية ممنهجة ضد شعبنا الأعزل."

أوضاع إنسانية كارثية مع استمرار الحصار

تفاقمت الأزمة الإنسانية في القطاع بعد أن أغلقت سلطات الاحتلال معبر رفح، مما منع نقل الجرحى والمصابين إلى الخارج، بينما يعاني القطاع من انعدام الوقود ونقص الإمدادات الطبية، مما يهدد حياة مئات الجرحى العالقين تحت الركام.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة العدوان الجديد ارتفعت إلى 326 شهيدًا، مع وجود عشرات العالقين تحت الأنقاض، فيما لا تزال فرق الإسعاف تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى الضحايا.

غزة في مواجهة نكبة جديدة

مع استمرار الغارات الإسرائيلية وتصاعد عمليات القصف المدفعي، يعيش سكان غزة في حالة من الرعب المستمر، فيما تتصاعد المخاوف من مجزرة جديدة ترتكبها قوات الاحتلال تحت غطاء عسكري واسع.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة