يديعوت أحرونوت : أزمة سياسية وأمنية تهز إسرائيل: فوضى في القيادة وغياب الاستراتيجية في غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر عن رفضه لدعوات المعارضة إلى انتخابات مبكرة (الفرنسية).webp

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل تمر بأزمة سياسية وأمنية غير مسبوقة، حيث تواجه حكومة بنيامين نتنياهو انقسامات داخلية حادة وتضاربًا في المصالح بين القيادة السياسية والمؤسسات الأمنية. وأشارت الصحيفة إلى أن عملية عسكرية إسرائيلية ضد غزة جرت بدون خطة استراتيجية واضحة، ما يعكس حالة الفوضى والتخبط داخل الأوساط السياسية والعسكرية.

نتنياهو واتخاذ القرار بعيدًا عن المؤسسات الأمنية

ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن نتنياهو وافق على العملية العسكرية في غزة قبل أيام من تنفيذها، تزامنًا مع قراره المفاجئ بإقالة رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، في خطوة وصفها مسؤولون قضائيون بأنها تحمل "علمًا أسود" من تضارب المصالح وعدم الشرعية. وأثار توقيت القرار شكوكًا حول دوافع نتنياهو الحقيقية، حيث يرى مراقبون أنه استغل التصعيد في غزة لتحويل الأنظار عن أزمات داخلية، أبرزها التحقيقات الجارية في قضايا فساد تطال شخصيات بارزة في حكومته.

إسرائيل في حالة غياب القيادة والمعارضة

تؤكد الصحيفة أن إسرائيل تمر بحالة غير مسبوقة من انعدام الضوابط والتوازنات، حيث لم يعد هناك دور حقيقي للحكومة أو المعارضة، فيما يُظهر الجيش والشاباك ولاءً متزايدًا لنتنياهو على حساب الدولة والقانون. ويؤكد مسؤولون أمنيون سابقون أن المؤسسات الأمنية لم تعد تتحرك وفق استراتيجيات واضحة، بل باتت تتجاوب مع رغبات نتنياهو السياسية، مما قد يؤدي إلى تصعيد غير محسوب في المنطقة.

الضغط العسكري لا يحقق نتائج في ملف الأسرى

فيما يتعلق بملف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، ذكرت الصحيفة أن التصعيد العسكري لم يحقق أي تقدم ملموس، بل أدى إلى مزيد من التعقيد. وأوضحت أن 41 أسيرًا إسرائيليًا دخلوا غزة أحياء، لكنهم فقدوا حياتهم منذ ذلك الحين، وفقًا لتحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز. ومع ذلك، يواصل نتنياهو الترويج لرواية أن العمليات العسكرية ستؤدي إلى الإفراج عن الأسرى، في تجاهل واضح للحقائق على الأرض.

نتنياهو يستهدف الأجهزة الأمنية لفرض سيطرته

تسود مخاوف داخل الأجهزة الأمنية من أن إقالة رئيس الشاباك قد تكون بداية لسلسلة تغييرات تستهدف إحكام قبضة نتنياهو على مؤسسات الدولة. ويرى مسؤولون أن الحكومة تحاول إسكات الأصوات الأمنية والمهنية التي تخالف توجهاتها، وذلك عبر فرض قيود على التصريحات الرسمية ومنع القادة الأمنيين من تقديم تحليلاتهم الحقيقية حول الوضع في غزة وتأثيره على ملف المفاوضات.

مستقبل غامض ومخاوف من تصعيد غير محسوب

بحسب الصحيفة، فإن إسرائيل تعود إلى مستنقع غزة من دون أي خطة حقيقية، وسط غياب رؤية سياسية أو استراتيجية لإنهاء الحرب. وأكدت أن المعارضة السياسية غير موجودة فعليًا، مما يتيح لنتنياهو التصرف دون رقابة أو محاسبة، في ظل استمرار العمليات العسكرية دون أفق واضح للحل.

ختامًا:

تشير التطورات الأخيرة إلى أن إسرائيل تواجه أزمة سياسية وأمنية خطيرة، حيث يتخذ نتنياهو قرارات مصيرية بناءً على مصالحه السياسية وليس وفق استراتيجيات تخدم أمن الدولة. ومع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية، يبقى السؤال مفتوحًا: إلى متى يمكن أن تستمر هذه الفوضى دون تداعيات كبرى على إسرائيل والمنطقة؟

المصدر: ترجمة خاصة وكالة قدس نت - القدس المحتلة