إسرائيل تستخدم قطع المياه كسلاح حرب: غزة تواجه حصارًا بالعطش بعد القصف

إسرائيل تستخدم “التعطيش” و“قطع المياه سلاح

غزة – تقارير خاصة | في جريمة تتسع تداعياتها الإنسانية يوماً بعد آخر، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدام المياه كسلاح حرب ضد أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، عبر سياسات ممنهجة من التعطيش وقطع الإمدادات، ما يهدد بتحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة، ضمن سياسة تهدف إلى استئصال الوجود الفلسطيني من أرضه.

تزامنًا مع اليوم العالمي للمياه الذي يوافق 22 مارس من كل عام، أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تحذيراً من كارثة إنسانية غير مسبوقة، بفعل الحصار المائي المتصاعد، الذي يشمل تدمير البنية التحتية للمياه ومحطات التحلية وشبكات الصرف الصحي، إضافة إلى قطع الكهرباء والوقود عن هذه المرافق الحيوية.

التعطيش كسلاح إبادة جماعية

خلال 17 شهرًا من العدوان، دمرت إسرائيل أكثر من 85% من مرافق خدمات المياه والصرف الصحي بشكل كلي أو جزئي، وفق بيانات سلطة المياه الفلسطينية والجهاز المركزي للإحصاء. كما أكدت منظمة أوكسفام أن العدوان طال: 1675 كيلومترًا من شبكات المياه والصرف 85 محطة لتحلية المياه 246 بئرًا لإنتاج المياه 40 خزانًا رئيسيًا للمياه

وبحسب المركز، فإن 97% من مياه الخزانات الجوفية في غزة غير صالحة للاستخدام بسبب ارتفاع نسب التلوث والملوحة، نتيجة الإجراءات الإسرائيلية التي تمنع تغذية الحوض الساحلي بالمياه الطبيعية.

محطات التحلية خارج الخدمة و"العطش" يهدد نصف مليون إنسان

في 9 مارس 2025، قررت سلطات الاحتلال فصل التيار الكهربائي عن محطات التحلية المركزية في دير البلح، ما أدى إلى خفض الإنتاج بنسبة 80%، وانحدار كمية المياه المحلاة من 18 ألف إلى 3 آلاف متر مكعب يوميًا، ما يعني حرمان أكثر من 600 ألف فلسطيني من المياه النظيفة.

هذا القرار جاء بعد إغلاق شامل للمعابر منذ 2 مارس، ومنع إدخال أي نوع من المساعدات الإنسانية، بما فيها الوقود اللازم لتشغيل هذه المنشآت، ما أدى إلى تدهور حاد في قدرة البلديات على تقديم خدمات المياه والصرف الصحي.

انهيار بيئي وتفشي الأمراض

دمر الاحتلال 73 محطة ضخ مياه صرف صحي، ما أدى إلى تدفق نحو 130 ألف متر مكعب يوميًا من المياه العادمة إلى البحر، وإغراق مناطق مأهولة بمياه الصرف، في ظل انهيار المنظومة الصحية.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، لا تزال عينات مياه الصرف تحتوي على فيروس شلل الأطفال، ما يشكل خطرًا كبيرًا على الأطفال وأصحاب المناعة الضعيفة، وسط غياب النظافة العامة وشح مواد التطهير.

مستويات مائية كارثية لا تفي بالحد الأدنى للمعيشة

قبل الحرب، كان متوسط حصة الفرد من المياه اليومية في غزة نحو 86 لترًا، بينما تراجعت الآن إلى 3-12 لترًا فقط، وهو رقم أقل بكثير من الحد الأدنى البالغ 100 لتر يوميًا الذي توصي به منظمة الصحة العالمية.
وبحسب تقارير ميدانية، يتمكن شخص واحد فقط من كل 10 في غزة من الوصول إلى مياه صالحة للشرب.

بلديات غزة تحذر: أزمة عطش كبرى قادمة

أعلن اتحاد بلديات قطاع غزة عن عجزه التام عن توفير المياه والصرف الصحي، في ظل التدمير الإسرائيلي المتعمد، محذرًا من كارثة إنسانية إذا تم تنفيذ تهديد الاحتلال بقطع مياه "ميكوروت" التي تزود القطاع بنحو 53 ألف متر مكعب يوميًا عبر 3 نقاط رئيسية.

هذا التهديد يعني حرمان 70% من السكان من المياه، وزيادة خطر تفشي الأوبئة في ظل تراكم النفايات وانعدام خدمات التنظيف.

شهادات ميدانية: إنجازات المياه دُمرت بالكامل

قال المهندس منذر شبلاق، مدير مصلحة مياه بلديات الساحل، إن الاحتلال دمّر إنجازات استغرقت سنوات، منها محطة مركزية لتحلية المياه وثلاث محطات لمعالجة الصرف الصحي، بتكلفة أولية تتجاوز 680 مليون دولار، موضحًا أن أكثر من 80% من منشآت المياه خرجت عن الخدمة.

المركز الفلسطيني: هذه جريمة إبادة جماعية

أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن ما تقوم به إسرائيل هو استخدام متعمد للمياه كسلاح حرب ضد المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، داعيًا إلى: إعلان غزة منطقة منكوبة بيئيًا تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن جريمة التعطيش التحرك الدولي العاجل لوقف العدوان وإدخال المساعدات محاسبة قادة الاحتلال أمام العدالة الدولية

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة