قال رئيس الأركان الإسرائيلي إن الضغط العسكري يؤثر على حركة حماس، مشيرًا إلى أن استمرار هذا الضغط سيقود إلى تحقيق هدف تحرير الرهائن. وتأتي هذه التصريحات في وقت يتصاعد فيه العمل العسكري على الأرض، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي مرحلة جديدة من عملياته البرية وفق خطة تكتيكية ثلاثية المستويات، بالتزامن مع تحضيرات واسعة النطاق تقودها الفرقة 36 ضمن قيادة المنطقة الجنوبية.
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي مرحلة جديدة من عملياته البرية في قطاع غزة، مستندًا إلى خطة تكتيكية ثلاثية المستويات تهدف إلى إضعاف البنية القيادية والعسكرية لحركة حماس، بالتزامن مع تحضيرات ميدانية واسعة النطاق تشارك فيها الفرقة 36 ضمن قيادة المنطقة الجنوبية.
عمليات اغتيال مركزة مدعومة بمعلومات استخباراتية
تشير التقارير العبرية إلى أن جيش الاحتلال، بالتعاون مع جهاز الأمن العام "الشاباك"، نفذ خلال الأيام الماضية سلسلة من عمليات الاغتيال الدقيقة استهدفت قيادات حماس، بناء على معلومات استخباراتية عالية الدقة.
وتشمل الخطة ثلاث مستويات متداخلة:
المستوى الأول: تركيز الضربات على القيادة السياسية والعسكرية العليا لحماس، بما في ذلك وزراء وقادة بارزون في حكومة الحركة داخل غزة، حيث تم اغتيال وزير العدل، وزير الداخلية، ورئيس جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس.
المستوى الثاني: شلّ البنية التنظيمية والقيادية الميدانية للحركة، من خلال استهداف مراكز القيادة والسيطرة، وتعطيل قدرة الحركة على اتخاذ قرارات عسكرية منسقة، خاصة في ظل ما وصفه الجيش بحالة "الارتباك" داخل صفوف القيادة الميدانية.
المستوى الثالث: توجيه ضربات مباشرة إلى العناصر الميدانيين المنتشرين في مناطق مختلفة من غزة، باستخدام القوات البرية والجوية والبحرية بشكل متزامن، في محاولة لكسر القدرات العملياتية للمقاومة، ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها.
الفرقة 36 تستعد للدخول بريًا
في موازاة هذه العمليات، كشفت التقارير أن قوات الفرقة 36 بدأت استعداداتها الفعلية لتنفيذ مهام هجومية في قطاع غزة. الفرقة، التي أنهت مؤخراً مناورات مكثفة في الجبهة الشمالية، تضم وحدات قتالية رئيسية مثل: لواء جولاني اللواء 188 المدرع اللواء السابع لواء عتسيوني وحدات الهندسة القتالية لواء مدفعية تشكيل الجولان وحدة دفاع جوي قوات دعم قتالي إضافية
ويُعد إدخال هذه التشكيلات الثقيلة مؤشراً على نية الجيش تنفيذ اقتحام بري متقدم في مناطق مختلفة من غزة، ضمن ما يبدو أنه محاولة لخلق ضغط ميداني متوازي من الشمال والوسط والجنوب.
هدف تكتيكي واستراتيجي مزدوج
بحسب محللين إسرائيليين، فإن هذه الاستراتيجية تستهدف على المدى القريب إرباك حركة حماس وحرمانها من القدرة على المبادرة أو التنظيم، بينما تهدف على المدى البعيد إلى إضعاف قدراتها البنيوية، وتهيئة الميدان لاحتمالات ما بعد حماس، بما في ذلك فرض ترتيبات جديدة لإدارة القطاع.
وتأمل القيادة العسكرية الإسرائيلية أن يؤدي الضغط العسكري المتكامل، إلى جانب الغضب الشعبي من الكلفة البشرية العالية للحرب، إلى إضعاف الحاضنة الشعبية لحماس، ما قد يساهم في تغيير المعادلة السياسية والأمنية داخل القطاع مستقبلاً.
خلاصة المشهد
الجيش الإسرائيلي يواصل التصعيد في قطاع غزة وفق تكتيك محسوب، يعتمد على اغتيالات نوعية، تفكيك القيادة، وضربات ميدانية مباشرة، استعدادًا لهجوم بري واسع. ومع دخول الفرقة 36 الميدان، تتحول العملية إلى مرحلة أكثر تعقيدًا، وسط سجال داخلي إسرائيلي حول أهداف العملية ومداها النهائي، وما إذا كانت تمهد لاحتلال كامل أم مجرد ضغط مرحلي على حماس.