عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اجتماعًا هامًا، اليوم الأحد، برئاسة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وذلك في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، لمتابعة تطورات الأوضاع الميدانية والسياسية في ظل العدوان الإسرائيلي المتصاعد ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
دعوة لوقف العدوان وتحرك دولي فاعل
وفي مستهل الاجتماع، شدد الرئيس عباس على ضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لوقف حرب الإبادة والقتل والتدمير التي يواصل الاحتلال تنفيذها بحق أبناء شعبنا، سواء عبر قصف المدنيين في غزة أو من خلال الاقتحامات والهدم والتهجير القسري في مدن ومخيمات الضفة الغربية. وأكد أن هذه الجرائم المتصاعدة تتطلب تحركًا دوليًا حازمًا لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وآخرها القرار رقم 2735.
دعوة لعقد المجلس المركزي وتعزيز دور المنظمة
وأكد الرئيس الفلسطيني على أهمية انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني خلال الشهر القادم، بهدف تعزيز وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ومواجهة التحديات الخطيرة التي تهدد القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها محاولات التهجير والتصفية، والعمل على ترتيب الوضع الداخلي وتعزيز الوحدة الوطنية، بما يشمل إجراء التعديلات اللازمة على النظام السياسي الفلسطيني.
مواجهة الاستيطان والاعتداءات ورفض التهجير
ناقشت اللجنة التنفيذية سبل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في وجه محاولات الاحتلال فرض وقائع استعمارية على الأرض، بما فيها تدمير المنازل، قطع الأشجار، وسرقة الممتلكات والمواشي، إلى جانب الاعتداءات اليومية للمستوطنين.
كما جددت اللجنة رفضها القاطع لأي شكل من أشكال التهجير القسري، خاصة في قطاع غزة، وثمنت في هذا السياق المواقف العربية والإسلامية والدولية الرافضة للتهجير، والداعمة لـخطة إعادة إعمار غزة، بما في ذلك تولي دولة فلسطين مسؤولياتها الكاملة في القطاع.
دعم النضال الشعبي والطلابي وتمسك بالثوابت الوطنية
أشادت اللجنة التنفيذية بـالفعاليات الشعبية والطلابية الرافضة لحرب الإبادة، والمؤكدة على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدمتها الحرية والاستقلال وتجسيد الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين وفق القرار 194.
تحضيرات لعقد المجلس المركزي بمشاركة الفصائل
أكدت اللجنة أهمية إنجاح اجتماع المجلس المركزي المرتقب، مع التأكيد على فتح الباب أمام جميع الفصائل الفلسطينية للانخراط في إطار منظمة التحرير، على قاعدة الالتزام ببرنامجها السياسي، ومبادئ الشرعية الدولية، والنظام الموحد، والسلاح الشرعي الواحد. وتم التوافق على وضع خطة استراتيجية موحدة لتعزيز الصمود والوحدة الوطنية.
لجان متابعة وتحية لصمود الشعب الفلسطيني
أعلنت اللجنة عن تشكيل لجان متابعة لمختلف الملفات المطروحة، بهدف ضمان تنفيذ القرارات وتفعيل العمل الوطني والمؤسساتي. كما وجهت تحية صمود إلى أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس والمخيمات وسجون الاحتلال والشتات، مؤكدة على المطالبة بـالحماية الدولية ووقف كافة أشكال التنكيل والتعذيب.
رفض المساس بالأونروا والحقوق الوطنية
ناقشت اللجنة تحديات قضية اللاجئين، ومحاولات تصفية وكالة الأونروا، مشددة على ضرورة التصدي لأي محاولة للمساس بحق العودة، أو المساس بمكانة ودور الوكالة، باعتبارها شاهدًا ومرتكزًا قانونيًا لحقوق اللاجئين.
مطالبة بوقف العدوان ودعم إعادة الإعمار
أعادت اللجنة التأكيد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وانسحاب الاحتلال من كامل القطاع، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها عليه، ورفع الحصار، إدخال المساعدات الإنسانية، عودة النازحين، ودعم إعادة الإعمار.
كما أدانت الاستيطان والضم وسرقة الأراضي والاعتداءات على المقدسات، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، الحرم الإبراهيمي، وكنيسة القيامة، داعية إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ ما تبقى من فرص السلام، وإنهاء الاحتلال.