الاجتياح الكبير يقترب: إسرائيل تسعى لكسر غزة وتقسيمها ميدانيًا

نتنياهو يستعد لـ"حسم دموي" في غزة بغطاء أمريكي وصمت دولي

الفرقة 36 تستعد لدخول غزة.jpg

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن إسرائيل تستعد لشن عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة، بقيادة رئيس الأركان الجديد إيال زامير، وبدعم مباشر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وفريقه الأمني الجديد.

وبحسب التقرير، تعتبر هذه العملية امتدادًا لخطة قتالية جديدة يعتقد قادتها أنها ستقود إلى "هزيمة حاسمة" لحركة حماس من خلال السيطرة على مساحات واسعة من أراضي القطاع، والاحتفاظ بها كأداة ضغط سياسي وميداني، ضمن تصور طويل الأمد لما بعد الحرب.

ثلاث مستويات من الاستهداف

بحسب التحليل العسكري، فإن العملية المرتقبة ترتكز على ثلاثة مستويات من الاستهداف:

المستوى الأول: تركيز الضربات على القيادة السياسية والعسكرية العليا لحماس، حيث تم بالفعل اغتيال عدد من الوزراء وقادة بارزين في حكومة الحركة، من بينهم وزير العدل، وزير الداخلية، ورئيس جهاز الأمن الداخلي.

المستوى الثاني: شلّ البنية التنظيمية للحركة، من خلال استهداف مراكز القيادة والسيطرة، ومحاولة تعطيل قدرة حماس على اتخاذ قرارات عسكرية مركزية أو تنفيذ عمليات منسقة، خاصة وسط ما يصفه الجيش بـ"حالة الارتباك" داخل القيادة الميدانية.

المستوى الثالث: توجيه ضربات مباشرة إلى العناصر الميدانيين المنتشرين في أنحاء القطاع، باستخدام قوات برية وجوية وبحرية بشكل متزامن، بهدف تقويض البنية القتالية للمقاومة ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها.

تحول تكتيكي: بصمة منخفضة وسرعة تنفيذ

في الميدان، رُصد تحول واضح في تكتيك الجيش الإسرائيلي. فخلال الأيام الماضية، نُفذت عمليات برية محدودة في شمال غزة ورفح، مع تقليص واضح للبصمة العسكرية الظاهرة: لا أرتال دبابات ضخمة، ولا قصف تمهيدي واسع، بل تحرك سريع ومدروس على الأرض، مستفيدًا من شبكة المحاور اللوجستية التي شقّها الجيش خلال الشهور الماضية، والرؤية المكشوفة الناتجة عن التدمير الواسع للبنية التحتية في المناطق الحدودية.

هذا التغير سمح بتنفيذ عمليات ميدانية عالية التأثير في وقت قصير، كما حدث في تل السلطان غرب رفح، حيث تم إخلاء آلاف المدنيين خلال ساعات، وإخضاعهم لإجراءات أمنية مشددة، قبل انسحاب القوات مجددًا.

أهداف سياسية خلف العمليات

تذهب تحليلات إلى أن العملية المرتقبة لا تهدف فقط إلى كسر القدرات العسكرية لحماس، بل أيضًا إلى ترسيخ واقع جديد في غزة، عبر السيطرة على مناطق عازلة أوسع، وفرض ترتيبات أمنية تشبه ما تطبقه إسرائيل في جنوب لبنان وسوريا.

وتتماهى هذه التوجهات مع أفكار النخبة العسكرية الجديدة في إسرائيل، والتي باتت أكثر انسجامًا مع رؤى نتنياهو السياسية والأمنية، وتتبنى خطابًا أكثر جرأة بشأن "كسر التابوهات" المرتبطة بالاحتلال طويل الأمد، والحديث عن تعديل خرائط وحدود ما بعد غزة.

انقسام داخلي وتحذيرات دولية

رغم هذه التحضيرات، تواجه الخطة انقسامًا داخل المجتمع الإسرائيلي. إذ تشير استطلاعات رأي إلى أن غالبية الإسرائيليين يفضلون التفاوض مع حماس للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار، بدلاً من الانخراط في عملية عسكرية طويلة وغير مضمونة النتائج.

في المقابل، يحذر خبراء ومحللون من أن تصعيد العمليات البرية سيؤدي إلى تفاقم المأساة الإنسانية في غزة، ويهدد حياة الرهائن المتبقين وعددهم 58، بينهم 34 تقول إسرائيل إنهم قُتلوا. كما يخشون من انعكاسات العملية على الاستقرار الإقليمي، وسمعة إسرائيل على الساحة الدولية.

خلاصة المشهد

بينما يلوّح نتنياهو وزامير بعملية برية شاملة تهدف إلى "الحسم"، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى قدرة إسرائيل على تنفيذ هذا السيناريو في ظل الضغط الدولي، والمخاطر الميدانية، والتكلفة السياسية والإنسانية المتوقعة.

المصدر: خاص وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة