أكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية، أن سلاح المقاومة الفلسطينية "خط أحمر لا يمكن المساس به"، مشددًا على تمسك الحركة بالاتفاق الموقع مع الوسطاء رغم خروقات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك خلال كلمة ألقاها بمناسبة عيد الفطر 2025 في غزة.
اتفاق جديد... ومراوغة إسرائيلية
وقال الحية إن حركة حماس تسلمت قبل يومين مقترحًا جديدًا من الوسطاء في مصر وقطر بشأن وقف إطلاق النار، وأكد أن الحركة تعاملت مع المبادرة بإيجابية كاملة ووافقت عليها، إلا أن الاحتلال استمر في المماطلة والتهرب بهدف إطالة أمد الحرب.
وأشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، "أجهض كل محاولات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق دائم، من أجل الإبقاء على حكومته المتطرفة"، على حد وصفه.
وأوضح أن اتفاق 19 يناير 2025، الذي تم برعاية دولية، نص على وقف إطلاق النار الشامل، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وبدء مفاوضات حول الملفات الإنسانية والإفراج عن الأسرى، إلا أن الاحتلال "لم يحترم أيًا من التزاماته"، وعاد لتصعيد الهجمات وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات.
التمسك بالاتفاق رغم الخروقات
قال الحية: "رغم أن الاحتلال لم ينفذ المرحلة الأولى من الاتفاق بالكامل، التزمنا بكل ما طُلب منا، وتحركنا مع الوسطاء لإلزامه بما عليه. لكن العدو تنصّل من الاتفاق ورفض الجلوس على طاولة المفاوضات لبدء المرحلة الثانية، كما رفض الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفي)".
وأضاف: "موقفنا واضح: لا نطلب شيئًا جديدًا، بل نطالب باحترام ما تم التوقيع عليه، وما ضمنه المجتمع الدولي والوسطاء".
تحية لصمود غزة ودعوة للتضامن
وفي كلمته التي توجه بها إلى الفلسطينيين في الداخل والشتات، توجه الحية بتحية إلى "الشعب الصامد في غزة، وإلى عائلات الشهداء، والجرحى، والأسرى"، مؤكدًا أن ما تمر به غزة من حصار وتجويع وقصف متواصل لن يكسر إرادة المقاومة.
وقال: "تقبل الله صلاتكم وصيامكم، وتقبل قوافل الشهداء والدماء النازفة، هذه التضحيات لن تذهب سدى، وشعبنا بوعيه وصموده سيُسقط كل المؤامرات التي تستهدفه".
وأضاف: "رغم الجراح، نحن متمسكون بثوابتنا الوطنية، وماضون في حماية شعبنا والدفاع عن أرضنا، ولن نسمح بأي محاولة لنزع سلاح المقاومة أو فرض حلول تنتقص من حقوقنا المشروعة".
سلاح المقاومة في غزة: خط أحمر وسط ضغوط دولية
أكد الحية مجددًا أن سلاح المقاومة الفلسطينية خط أحمر، ولا يمكن القبول بأي تسوية سياسية أو ميدانية تمس هذا الحق، مشيرًا إلى أن المقاومة ستظل في موقع الدفاع عن الشعب الفلسطيني، خصوصًا في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2024.