تصعيد عسكري واستخباراتي في غزة: إسرائيل تستعد لمناورة برية واسعة وسط تعثر المحادثات

أخراج مواطنين من تحت الانقاذ

بين ضغوط سياسية وعسكرية متزايدة، وغياب أي تقدم ملموس في مفاوضات تبادل الأسرى، تتحرك إسرائيل نحو مرحلة جديدة من التصعيد في قطاع غزة، مع استعدادات جدية لـ"مناورة برية واسعة النطاق"، قد تدخل حيز التنفيذ في حال فشل المسار التفاوضي.

تسود حالة من التوتر خلف الكواليس، وسط جهود متعددة الأطراف تقودها وساطات دولية، تهدف إلى التواصل لاتفاق على طاولة المفاوضات للإفراج عن الرهائن. ومع ذلك، تشير مصادر سياسية إسرائيلية إلى وجود تباينات جوهرية داخل أروقة القرار الإسرائيلي حول "مخطط ويتكوف"، وهو المقترح الأمريكي الأخير الذي تراه تل أبيب مرنًا لكنه غير ناضج بعد للتنفيذ.

الجهد السياسي: تصعيد تدريجي قبل الحسم الميداني

بحسب مصادر سياسية مطلعة، أُعطيت تعليمات للقيادة الإسرائيلية بزيادة أدوات الضغط تدريجيًا على حركة حماس، في محاولة لتقويض فرص إنهاء ملف الرهائن قبل بدء العمليات البرية الموسعة.

وتعتقد المؤسسة الأمنية أن أي تدخل ميداني كبير الآن قد يقطع الطريق نهائيًا على جهود الوساطة، لكن في الوقت نفسه، فإن الجمود في المفاوضات يجعل من التصعيد خيارًا حتميًا، في حال لم تطرأ انفراجة خلال الأيام القليلة القادمة.

الجهد العسكري: مناورة كبرى على الطاولة

يقسّم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير اهتمامه حاليًا بين خطتين متوازيتين: ممارسة ضغوط "ذكية ومركزة" على حماس لدفعها نحو العودة للمفاوضات، من خلال عمليات محددة. الاستعداد الكامل لمناورة برية كبيرة وقوية تُنفذ في حال انهيار المسار السياسي.

في هذا السياق، تستمر قيادة المنطقة الجنوبية وهيئة الأركان العامة في تجهيز وحداتها البرية والاستخبارية تحسّبًا لأي تصعيد كبير، فيما يتابع الشاباك عن كثب تحركات قادة حماس الميدانيين.

الشاباك: اغتيالات مركزة واستهداف مباشر

على الأرض، ينفذ جهاز الأمن العام (الشاباك)، بإشراف مباشر من رئيسه رونين بار، عمليات استخباراتية مكثفة لتحديد مواقع النشطاء المطلوبين من حركة حماس، لا سيما المشاركين في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وتؤكد مصادر أمنية أن أي عنصر غير محصّن بالرهائن أو لا يتحرك بحذر شديد يكون هدفًا محتملاً للاغتيال. وقد لجأ العديد من قادة حماس إلى التخفي في ملابس مدنية، وتجنب الأماكن العامة، لتفادي رصدهم بالطائرات المسيّرة أو تعقّبهم عبر الإشارات الإلكترونية.

وتُظهر المعلومات الاستخبارية أن التنظيمات المسلحة باتت تتبع سياسات جديدة في التمويه والتخفي، لكنها لا تزال عرضة للاستهداف في ظل القدرات التكنولوجية المتقدمة التي تمتلكها إسرائيل.

سيناريوهات قادمة: هل تبدأ "مناورة الحسم" قريبًا؟

وفقًا لتقديرات إسرائيلية، فإن إمكانية إطلاق عملية برية كبرى في قطاع غزة تزداد يومًا بعد يوم، خاصة إذا استمرت حركة حماس في رفض المبادرات المطروحة أو تأخيرها، وتحديدًا المبادرة الأمريكية التي تنص على الإفراج التدريجي عن الرهائن مقابل وقف مرحلي لإطلاق النار.

وفي القاهرة، بات الوسطاء يدركون - وفقًا لتقارير إعلامية - أن بدء المناورة الإسرائيلية الشاملة سيجعل إيقاف الحرب أو إعادة ترتيب شروط الصفقة لاحقًا أمرًا معقدًا للغاية.

هل ستؤثر الأوضاع المأساوية في غزة على حماس؟

بالتزامن مع الضغوط الميدانية، تشهد مناطق متفرقة في غزة احتجاجات نادرة في غزة ، في ظل الغضب الشعبي من استمرار الحرب وتردي الأوضاع الإنسانية. وتراقب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية هذه التحركات باهتمام، وسط تساؤلات حول مدى تأثيرها على سلوك حماس في المرحلة القادمة، خصوصًا في ما يخص ملفات مثل سلاح المقاومة والتفاوض السياسي.

المصدر: ترجمة خاصة وكالة قدس نت - القدس المحتلة